أشار عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله إلى أن “ثمة أكثر من جهة ما زالت تعيش حالًا من الترف السياسي ولا تعي حاجات الناس والوطن، ولا تستوعب هذه الحرب الدولية على حدود لبنان. ونحن قد دفعنا ثمن رفضنا الدخول إلى السجن العربي الكبير، ومستعدون لدفع الثمن ثانية، وألّا ندخل السجن العربي، فعروبتنا منفتحة، كانت وستبقى حرة وغير مرتهنة لأصحاب المشاريع الضيقة والفئوية”.
ودعا عبدالله، خلال ندوة سياسية في بلدة مزرعة الشوف في دار آل البعيني في مناسبة استشهاد كمال جنبلاط، “أصحاب الشأن كافة في هذا البلد، أصحاب المقامات وأصحاب الدولة، إلى التواضع وعدم التسرع في الملف الذي يشغل بال الناس جميعًا وبال القوى السياسية، وهو ملف النازحين السوريين”، مؤكدًا “أننا لسنا ضد إنهاء الحرب في سوريا، نحن مع التسوية السياسية في سوريا بغض النظر عن موقفنا من النظام السوري. فعندما نقول سوريا نقصد سوريا الشعب، البلد الجار التي تربطنا بها أواصر عائلية وقربى”.
ولفت عبدالله إلى “التسوية الروسية”، وقال: “الرئيس ميشال عون يعد أوراقه لزيارة روسيا، وأعتقد أن النقطة الأساسية والجوهرية لنقاشه مع الدولة الروسية ستكون مسألة النازحين السوريين. فلماذا إذًا هذا التوتر؟ ورئيس الحكومة سعد الحريري مع مجموعة وزراء يسعون إلى إيجاد دعم للاقتصاد اللبناني في مواجهة أزمة النازحين، وعلى رغم ذلك ثمة من يحاول فرض حلول أخرى، وهذا الأمر هو اعتداء فاضح على اتفاق الطائف الذي وزع السلطات والمسؤوليات، ولا يحق لأي طرف سياسي، مهما كان لديه من تمثيل على صعيد عدد النواب والوزراء، أن يحدد سياسة لبنان. فسياسة لبنان تحدد وفق مصالحه الوطنية العليا وليس وفق أجندات خارجية. آن الأوان كي نعي أن لبنان فوق كل اعتبار”.
وأضاف: “توافقنا أن إسرائيل هي العدو، فلا تأخذوا لبنان إلى هذا المحور أو ذاك، لأننا وللأسف نعيش في نظام طائفي هش ونظام زبائني، وبالتالي لا يتحمل هذا النظام، والتركيبة اللبنانية، كل هذا الكم من الأعباء التي تلقى على عاتقه. علينا العمل من أجل مصالح الشعب اللبناني الذي يئن تحت عبء المشاكل الاقتصادية والاجتماعية”.
وتابع: “كنا وسنبقى حزب الجماهير والناس، عمال التبغ والفلاحين والفقراء والموظفين. وليع جميع المعنيين بالشأن السياسي اللبناني أننا في وضع اقتصادي واجتماعي لا يتحمل هذا الكم من الطموح والجموح إلى السلطة، والتي بدأت تظهر عند الكثير من السياسيين. المطلوب هو التواضع وهذا ما نحن عليه. ولا يظنن أحد أن تواضعنا هو ضعف، فقد كنا أقوياء مع كمال جنبلاط، وما بعد كمال جنبلاط، وسنبقى أقوياء مع وليد جنبلاط. ومهما حاولوا في الغرف السوداء استيلاد قيادات وتيارات ودكاكين، فليعلموا أن هذا الجبل وهذا الوطن يحضنان الحزب “التقدمي الاشتراكي” ويحضنان وليد جنبلاط”.
ودعا إلى “التعقل وضرورة أن يكون النقاش داخل مجلس الوزراء وليس خارجه، من أجل مصلحة الوطن التي تفرض ألّا نكون طرفًا في الصراع الدولي أو أن نتحدى المجتمع الدولي”.