لم يخف اللواء اشرف ريفي أحد الاسباب الرئيسية التى قادت الى المصالحة بينه وبين رئيس الحكومة سعد الحريري والتي دفعته الى العدول عن ترشحه للانتخابات الفرعية في طرابلس.
وبحسب ما أكد ريفي في مؤتمره الصحافي الاخير فإن “المصالحة على أسس سليمة أغلى من مئة مقعد نيابي”، فما هي هذه الأسس وما الذي أقنع ريفي بمد اليد الى الحريري بعد صولات وجولات من الاتهامات المتبادلة؟ وما الذي دفع بالحريري إلى خفض سقفه والقبول بالمصالحة؟
المصيبة تجمع، أو ربما “المصائب تجمع”، وها هو مشروع “حزب الله” يدفع ريفي الى تجاوز جراح الماضي للوقوف إلى جنب الحريري لمواجهة الحزب، وذلك بعدما تيقن من عدم قدرته على المواجهة وحيداً. وها إن الحصار المتعدد الأوجه الذي يتعرّض له الرئيس سعد الحريري سواء من “حزب الله” الذي شن هجوماً عنيفاً على الرئيس فؤاد السنيورة والسياسات الحريرية، وسواء من الوزير جبران باسيل الذي وصل بالتلويح بإسقاط الحكومة، وسواء من حلفاء سوريا الذي يدفعون بقوة إلى التطبيع مع دمشق، كل هذا الحصار بأوجهه كافة دفع الحريري الى ملاقاة ريفي في منزل السنيورة وليس في بيت الوسط!
هي إذاً المصلحة المشتركة التي أدت الى هذه المصالحة، كما مصلحة وحدة البيت السني. وفي هذا الإطار يبرز تراجع المدى الوطني لدى الجميع في لبنان من دون استثناء، لمصلحة العودة إلى البيئات الطائفية والمذهبية، ولو كان في الخلفية عنوان وطني!
في الاتحاد قوّة، وها هو ريفي يضع المصالحة بتصرف الحريري لمواجهة أخطار وعاصفة “حزب الله”. أما الحريري فقد نجح في استعادة ريفي عشية الانتخابات الفرعية في طرابلس، منعاً للمزيد من الشرذمة، كما للملمة أوراق القوة الممكنة لديه في مواجهة خصومه داخل الطائفة وخارجها بشكل أساس.
بهذا المعنى يمكن التأكيد أن المصالحة تخطت مصلحة طرابلس وأهلها، بل المصالحة اتت لخدمة “القضية”، هذه “القضية” التي تحمل أوجهاً وتفسيرات مختلفة لم يتم التوافق عليها بعد، وقد تحتاج إلى “مدقق” فيها سيكون حتماً عراب المصالحة واسمه فؤاد السنيورة. أما الخلاصة وفق ريفي فهي أنه “عندما تهب العواصف نحن رجل واحد”. فهل تصمد هذه المصالحة إذا لم يتم توحيد المفاهيم بسرعة، أم تسقط كما سقطت غيرها من المصالحات قبلها؟!