بعد أكثر من شهرين على زيارة السفير دايفيد هيل إلى بيروت، وجولة السفير دايفيد ساترفيلد منذ نحو أسبوعين، يحط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في العاصمة اللبنانية يوم الجمعة المقبل، كما بات معلوما.
وفي وقت استبعدت مصادر مطلعة عبر “المركزية” أي تغيير في موعد الزيارة، كشفت أنه سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون (في خطوة لم يقم بها ساترفيلد واعتبرت رسالة شديدة اللهجة من واشنطن إلى السلطات اللبنانية)، إضافة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل.
وأشارت المصادر إلى أن المحادثات الرسمية التي سيجريها المسؤول الأميركي الرفيع لن تتمحور حول ملفات النفط والغاز (وإن كانت هذه الأخيرة مرتبطة بالنزاع مع اسرائيل)، بل ستكون سياسية بامتياز، وإذ تذكر بأن هيل لم يتوان عن وصف حزب الله بـ “الميليشيا” من على منبر بيت الوسط تحديدا بعد لقائه الرئيس الحريري، في 14 كانون الثاني الفائت، فإنها تلفت إلى أن بومبيو سيكرر دعوة الادارة الأميركية لبنان إلى العمل الجدي والسريع على الحد من نفوذ حزب الله السياسي، وسيطرته على قرار الدولة اللبنانية، مستفيدا من اختلال ميزان القوى الحكومي لمصلحته، إضافة إلى مشاريع الاستثمار الأميركي في لبنان، وتأكيد الاستمرار في دعم المؤسسات الشرعية اللبنانية، وعلى رأسها الجيش.
غير أن المصادر تتوقع أن يلقى الوزير الأميركي جوابا لبنانيا منطلقا من البيان الوزاري، من حيث التمسك بالنأي بالنفس، على اعتباره سياسة لبنانية رسمية، إضافة إلى أن الحزب مكون سياسي أساسي يمثل شريحة واسعة من الناس، في الحكومة كما في مجلس النواب.
وتكشف المصادر ان رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض سيقيم مأدبة عشاء على شرف بومبيو يحضرها ممثلون عن مختلف المكونات الحكومية، بينهم “أمل”، فيما يستثنى “حزب الله” من هذه الدعوة بطبيعة الحال على أن يشارك أيضا ممثلون عن الهيئات الاقتصادية والمصارف.