كتبت تاليا القاعي في “الجمهورية”:
يُحتفل بعيد الأمهات في العديد من البلدان والمناطق، ولكل منها عادات خاصة وتقاليد، ولكن تبقى الأصول والقواعد نفسها.
أطل عيد الأمهات، هذه المناسبة المليئة بالحب والفرح، ليس للأم وحدها لا بل للعائلة أجمع.
يُحتفل بعيد الأمهات عبر العصور، وهو ليس بيوم عادي، لا بل انه يوم مميّز، حيث تقدَّر الأم في هذا اليوم جراء عطائها، ووفاءً لتضحياتها التي تقدمها لأبنائها ولعائلتها. وكون هذا المناسبة تعتبر أساسية ويحتفل بها في كافة المنازل بين الأهل وحتى الأصحاب، هناك بعض القواعد والأصول التي يجب اعتمادها في هذا الاطار.
ومن هذا المنطلق كان لـ«الجمهورية» حديث مع خبيرة الاتيكيت والبروتوكول كارمن حجار، التي أشارت الى أهمية هذا اليوم وكيفية التعامل معه.
يبدأ عيد الأم بالمعايدات وهذا أمر أساسي وضروري، بحسب حجار، «إذ من الجميل أن تتلقّى الوالدة أول شيء في الصباح مكالمة من ابنائها لمعايدتها. وتحديداً لمن هم خارج البلاد وأرادوا معايدة والدتهم، وذلك بغض النظر اذا أرسلوا اليها هدية ام لا».
وتابعت: «كذلك يمكن ايضاً معايدة الزملاء في العمل، بعبارة «ينعاد عليكي يخليلك عيلتك» للمتزوجات، أما للعازبات عن طريق معايدة والدتهن بعبارة «يخليلك امك». كما يمكن معايدة الزملاء الرجال أيضاً لزوجاتهم ووالداتهم، حيث إنّ المعايدة هي أمر جميل للجميع وليس للامهات فقط».
أما فيما يتعلق بموضوع المعايدات على مواقع التواصل الاجتماعي فلفتت السيدة كارمن الى انه «ليس من المحبَّذ معايدة الأم على مواقع التواصل الاجتماعي وارسال المعايدات والاشعار والصور لها، خصوصاً اذا لم يكن لديها حساب على هذا الموقع، بينما من الممكن معايدة جميع الامهات من خلال نشر المعايدة على مواقعنا الالكترونية اذ إنّ معايدة كل منا لأمه وإظهار مشاعره تكون خاصة جداً».
أما للاقارب من عمات وخالات فيمكن الاتصال بهن خلال النهار وليس بالضروري صباحاً لمعايدتهن، كما يمكن ارسال لهن رسالة عبر تطبيق «الواتساب» لمعايدتهن ولكن طبعاً بشكل خاص وليس عن طريق «البرودكاست» أي إرسال رسالة موحدة لجميعهن».
طبعاً لا يمكن أن ننسى مسألة الهدايا، خصوصاً انّ الاذواق تختلف بين الشخص والآخر، وتتعدد الخيارات. ونظراً الى انّ الهدية تعبّر عن شكر ومحبة وامتنان للأم وتقدير، ليس بالضروري ان تكون باهظة الثمن، يمكن أن تكون رمزية.
من هنا شددت حجار على انه «من أجمل الهدايا التي من الممكن ان تقدم للأم بمناسبة هذا العيد هي الوقت، اذ تقدر الأم بشكل كبير هدية الوقت، فمن الجميل جداً ان يمضي الابناء وقتاً مع أمهاتهم في هذا العيد، سواء من خلال تناول العشاء أو الغداء معها او اصطحابها الى مكان مميّز، او الذهاب الى منتجع معاً»، مضيفة «كما يمكن ارسال باقة من الورود خصوصاً للأبناء الذين هم خارج البلاد».
وتابعت في السياق نفسه «من الأفضل أيضاً عند اختيار الهدية للأم، أن تكون شخصية وخاصة، لا هدية للمنزل، أي أدوات منزلية واكسسوارات للديكور وغيرها في هذا الاطار. اذ في حال كانت الأم بحاجة الى أي نوع من الادوات المنزلية، وهي غير قادرة على شرائها، تعتبر هذه الامور من واجب الابناء شراؤها في هذه الحالة، دون وجود أيّ مناسبة.
اذ هذا العيد هو للأم ومن الجميل شراء شيء خاص بها، يشعرها بالفخر أنّ اولادها هم مَن أقدموا على شراء هذه الهدية لها، مهما كانت، فالأسعار تتفاوت، وليس بالضروري على الهدية أن تكون باهظة الثمن».
اما فيما يخص اعطاء الوالدة مبلغاً من المال فأشارت حجار الى انّ «هذا الموضوع غير محبَّذ، إذ إنّ هذه الاموال قد تستعملها بأمور تعنى بالمنزل أو غيرها من الاسس، وبالتالي لن تكون هذه الهدية خاصة بها، في المقابل إذا اردنا منها ان تختار هديتها بنفسها بإمكاننا الذهاب معها الى المجمع وأن تختار الهدية التي تعجبها دون الحاجة الى إعطائها المال».
وأضاءت حجار على موضوع تلقي الهدية وقالت انّ «على الوالدة التي سوف تتلقى هذه الهدية أن تتلقاها بكل رحابة صدر، وعدم التعبير عن عدم اعجابها بها أمام أبنائها حتى لو لم تكن تعجبها، لا بل تقبّل هذه الهدية مهما كانت، اذ إنّ الاذواق تختلف وليس ضرورياً ان تكون هناك أيّ نية أو رسالة سلبية من ورائها، بالاضافة الى عدم المقارنة بين هداياها وهدايا الأخريات».
وأخيراً للرجال المتزوجين دور في هذا اليوم كما أشارت السيدة كارمن، خصوصاً اذا كان أولادهم مازالوا صغاراً، فعلى الزوج في هذه الحالة تحفيز الاولاد والعمل على التحضير معهم من أجل هذه المناسبة، واختيار الهدية معاً. كما يمكن الاحتفال بهذا العيد طيلة أيام الاسبوع وليس بيوم 21 فقط، كونه مناسبة فرحة».