كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
من المهمّ جداً إدخال رفع الأثقال إلى أيّ نشاط بدني. في الواقع، عندما يتعلّق الأمر بالنظام الرياضي لدى البالغين الأكبر سنّاً، فإنّ رفع الأثقال يتفوّق على الكارديو لأنّ الحفاظ على العضلات هو أهمّ من خسارة الدهون مع التقدم في العمر. غير أنّ بناء العضلات ليس المنفعة الوحيدة التي يمكن استمدادها من هذه التمارين!
إستناداً إلى خبيرة اللياقة البدنية، لاريسا دايديو، من مدينة نيويورك، فإنه «وبدءاً من منتصف الثلاثينات، يخسر الشخص نسبة معيّنة من العضلات مع مرور كل 10 سنوات، الأمر الذي يؤثر في عملية الأيض والتوازن».
وشدّدت على أنّ «عدم إهمال حمل الأثقال يسمح ببناء مزيد من العضلات لحماية لجسم من الإصابات»، لافتةً إلى أنه «من المثالي الانخراط في هذه التمارين مرّتين أسبوعياً».
لكن إضافةً إلى تعزيز القوّة، فإنّ رفع الأثقال يملك فوائد عدة كشفتها دايديو:
خسارة الوزن وحرق كالوريهات أكثر
في حين أنّ تمارين الكارديو تساعد على التخلّص من دهون البطن، فإنّ رفع الأثقال يعمل على بناء عضلات إضافية تساهم بدورها في حرق المزيد من السعرات الحرارية. يرجع الفضل في ذلك إلى أنّ العضلات تحرق الكالوري حتى عند عدم ممارسة الرياضة.
من جهة أخرى، عند خسارة الوزن في غياب تمارين القوّة، يتمّ فقدان كل جوانب تكوين الجسم، بحيث ستتمّ خسارة بعض الوزن في كل من الدهون والعضلات والعظام، ومن غير الملائم فقدان الوزن الناتج من العضلات والعظام. لذلك يجب إدخال تمارين القوّة.
حماية العظام
مع التقدم في العمر، تصبح العظام أكثر هشاشة وضعفاً، خصوصاً بعد انقطاع الطمث. غير أنّ خلق الضغط على المفاصل من خلال تمارين رفع الأثقال قد يساعد على بناء عظام أكثر قوّة وصحّة.
وجدت دراسة نُشرت عام 2017 في «Journal of Bone and Mineral research» أنّ تدريبات المقاومة العالية الكثافة، مثل الـ«Deadlifts» والـ«Back Squats»، قد تساهم في تحسين كثافة المعادن في العظام لدى النساء اللواتي يعانين هشاشة العظام.
التحكّم في التوتر وتعزيز المزاج
على غِرار أيّ نوع آخر من الرياضة، يمكن لتمارين القوّة أن ترفع المزاج من خلال إفراز هورمونات «إندورفين» التي تبعث المشاعر الإيجابية. توصّلت الأبحاث الأخيرة أيضاً إلى أنّ التمارين، بما فيها رفع الأثقال، قد تحمي من الألزهايمر والخرف.
اكتشف باحثون من «Columbia University Irving Medical Center» أنّ هورمون «Irisin»، الذي يتمّ إفرازه خلال الرياضة، قد يساعد على تعزيز نمو الخلايا العصبية في منطفة الحصين في الدماغ، والمسؤولة عن التعلّم والذاكرة. أيّ نوع من الرياضة يكون قادراً على تعزيز المزاج، غير أنّ رفع الأثقال يمنح الإنسان قوّة أكبر ويبني عضلات الظهر والعنق المرتبطة مباشرةً بالتوتر.
تحسين وضعيّة الجسم
إذا كانت وظيفتكم تستلزم الجلوس وراء المكتب، فمن المحتمل جداً أنكم تتّخذون وضعيّة سيّئة متمثّلة بانحناء الظهر الذي يسبب ضغطاً إضافياً على أسفل الظهر.
غير أنّ رفع الأثقال قد يعكس هذا الأمر من خلال تقوية عضلات الظهر، وتحسين حرّية الحركة، وفتح الصدر، والحفاظ على وضعيّة جلوس مستقيمة.
خفض أوجاع الظهر
لا يوجد سبب واحد لآلام الظهر، غير أنّ اختلالات العضلات، مثل ضعف الركبتين، قد تساهم في ذلك. تعمل العضلات في سلسلة حركية، وبالتالي عند وجود رابط ضعيف، فإنه قد يتجلّى غالباً في مشكلة أكبر تُصيب أجزاء مختلفة من الجسم. لكن من خلال بناء قوّة الجسم الكلّية، يمكن تجاوز غالبية الإصابات.
دعم الذاكرة وصحّة الدماغ
بيّنت مُراجعة عام 2016 صدرت في «British Journal of Sports Medicine» أنّ النشاط البدني قد يساعد على الوقاية أو تأخير التدهور المعرفي لدى الأشخاص الذين تخطّوا 50 عاماً.
أثناء الحركة، يقوم الجسم بضخّ الدم الغنيّ بالأوكسجين إلى الدماغ، فيُعزّز قدرة الدماغ على خلق اتصالات عصبية جديدة والتكيّف مع التغيرات البيئية. ينتج من هذا الأمر التعامل مع المواقف العصيبة بشكل أفضل والحفاظ على دماغ صحّي.