أطلقت الجمعية الطبية اللبنانية للصحة الجنسية LebMASH، للسنة الثالثة على التوالي، “أسبوع صحة مجتمع الميم 2019″، تحت شعار “إمتياز بلا تمييز” Excellence without Discrimination، بهدف التركيز على أهمية توفير الرعاية الصحية بمختلف أشكالها، خصوصا الرعاية الصحية العقلية والجنسية وكذلك الرعاية التلطيفية، دون أي شكل من أشكال التمييز، لا سيما القائم على الميول الجنسية والهوية الجندرية، وبالتالي توحيد آراء المجتمع المحلي والباحثين والأطباء حول أهمية توفير الرعاية الصحية العادلة.
وأوضح بيان للجمعية، أن “الأسبوع الصحي تضمن نشاطات توعوية شملت لقاء تحت عنوان “تعزيز العدالة في توفير الرعاية التلطيفية في لبنان لدى الفئات المهمشة”، والتي تشمل المساجين ومستخدمي المواد المخدرة وكذلك العاملات والعمال الأجانب، واللاجئين في لبنان. كما عقدت LebMASH ورشة عمل طلابية حول الرعاية الصحية لمجتمع الميم، استهدفت طلاب الجامعات في اختصاصات الطب والتمريض وعلم النفس والعمل الاجتماعي”.
وضمن إطار فعاليات الأسبوع، عقدت الجمعية مؤتمرا في “بيت الطبيب”، بعنوان “الميول الجنسية والهوية الجندرية خلال مراحل الحياة”، بمشاركة أطباء وخبراء في علم النفس والصحة الجنسية وعدد من طلاب الجامعات وفاعليات طبية.
وتحدث الطبيب النفسي والمتخصص في الصحة الجنسية رئيس جمعية “LebMASH” الدكتور شادي ابراهيم عن “أهمية توفير الرعاية الصحية العادلة، دون أي تمييز”، موضحا أن “المثلية ليست مرضا والدراسات تؤكد ذلك، ما يعني ضرورة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة سواء لدى الأهل أو الاختصاصيين النفسيين، من خلال تعزيز الأبحاث وتسليط الضوء على الحقائق العلمية والدفع باتجاه تغيير القوانين المجحفة”.
وأكد رئيس “الجمعية الفرنكوفونية للمصابين بأمراض نفسية” رئيس قسم طب النفس في مستشفى “أوتيل ديو” الدكتور سامي ريشا أن “المثلية ليست خيارا، ولا يتخذ الإنسان قرارا بأن يكون مثليا، كما أنها ليست مرضا، وهذا ما تظهره الدراسات العلمية، بحيث أن الميول لا ترتبط على الإطلاق بأي اضطرابات نفسية. كما أن أفراد مجتمع الميم يتمتعون بكامل القدرات التي تخولهم العيش بشكل طبيعي، وهنا أهمية العوامل البيولوجية وتلك ما قبل الولادة، والتي تترك أثرها على الهوية الجنسية”.
واختتم المؤتمر بتوصيات عرضتها عضو مجلس إدارة “LebMASH” الدكتورة سهى بلوط، دعت إلى “تأمين حياة كريمة لأفراد مجتمع الميم، وتعزيز الرعاية الصحية الشاملة وتوفير البيئة الداعمة لهم والحد من التنميط”.
ولفتت إلى أن “الجمعية أصدرت منذ فترة دليلا يتضمن أسماء الأطباء الداعمين ومقدمي الخدمات الصحية لمجتمع الميم”، مؤكدة أن “أي تقدم مرجو يتطلب تغيير السياسات والتثقيف ورفع الوعي حول حقوق مجتمع الميم، وبالتالي الاستماع إلى حاجاتهم والتحديات التي يواجهونها”.