قبل وصوله الى بيروت بساعات في ختام جولة شرق اوسطية قادته من الكويت حيث تركزت محادثاته على أزمتي سوريا واليمن عموما والأزمة الخليجية خصوصا، الى اسرائيل التي اجتمع فيها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمهيدا لاجتماع موسع يناقش جهود التصدي لإيران وروسيا والصين، خيم طيف المسؤول الدبلوماسي الاميركي الاول على مجمل الحركة والمواقف الداخلية، فانطلقت الاستعدادات والاجراءات الامنية، كما المواقف والتكهنات والتحليلات في ابعاد الزيارة، ولكل وجهة نظره. ففيما ذهب البعض الى اعتبارها بالغة الاهمية على مستوى تحصين الاستقرار وصون سيادة لبنان ودرء الاخطار الاقليمية عنه، صنّفها أخرون في السياق المؤامراتي المعهود.
هذا في التحليل، اما في الوقائع، فتؤكد مصادر ديبلوماسية قريبة من واشنطن لـ”المركزية”، ان القوى السياسية اللبنانية تحمّل الزيارة اوزارا لا يمكن ان تتحملها اجندة محادثات اي مسؤول مهما علا شأنه، وتشعب مواضيع البحث، لن يكون بالحجم الموصوف، مشيرة الى ان الرسائل التي سيوجهها بومبيو ستتوزع بحسب هوية المسؤولين الذين سيلتقيهم. ففيما الإجابة الأميركية عن مطلب اعادة النازحين السوريين الموجودين في لبنان الى المناطق الامنة في سوريا ستكون حازمة بوجوب عدم استباق الحل، سيحضر ملف ايران الدائم في حركة بومبيو الخارجية ليشكل القاسم المشترك في مجمل اللقاءات التي يعقدها في بيروت.
وتضيف: اما مع المسؤولين الرفيعي المستوى، فسيتم التأكيد على دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الحكومية الشرعية، بما في ذلك قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، الى جانب الهواجس الاميركية المتعاظمة من أفعال حزب الله، مما يعرض سيادة لبنان للانتهاك ويضع امن الشعب اللبناني في خطر فضلا عن تهديد الامن الإقليمي.
وتلفت في السياق، الى ما كشفه بيان الخارجية الأميركية من ان “الإدارة الأميركية عازمة على مواصلة العمل على كشف وتعطيل الشبكات التي يستخدمها حزب الله لتمويل الأنشطة الإرهابية وزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك داخل لبنان”، وهو ما سيشكل بحسب المصادر مادة دسمة بين بومبيو وكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اللذين سيلتقيان الضيف الاميركي في قصر بعبدا، قبل ان يجري مع نظيره محادثات بعد الظهر في قصر بسترس تتناول شؤونا ذات اهتمام مشترك لاسيما عملية السلام وخطة واشنطن المعروفة “بصفقة القرن” لحل الصراع العربي الإسرائيلي التي يشرف عليها صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، ويتردد انها تتضمن تبادل أراض، يمنح بموجبها الأردن أراض للفلسطينيين، على أن يحصل في المقابل على أراض من المملكة العربية السعودية التي ستستعيد في المقابل جزيرتي تيران وصنافير من مصر والواقعتين في البحر الأحمر. وكان كوشنر كشف أن خطته لتسوية الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل ستركز على القضايا الحدودية.
والى جانب البحث في الملف النفطي وسعي الوزير الأميركي الى اقفاله نهائيا، وهو ما يرجح ان يبحثه بالتفصيل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، سيتطرق البحث في السراي الحكومي، بحكم الازدواجية المتمثلة في كون الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة وزعيم الطائفة السنية، الى ما آلت اليه اوضاع القوى السيادية. وفي السياق، علمت “المركزية” ان اللقاء بين بومبيو ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط شبه محسوم، وان مساعد بومبيو بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى السفير دايفد ساترفيلد كان مهد لتلاقي فاعليات الرابع عشر من اذار في اطار متجدد، بلقائه عددا من المسؤولين من بينهم النائب السابق فارس سعيد ونوفل ضو في فترة سابقة.