كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
من المعلوم أنّ نمط الحياة الصحّي الذي يتخلّله الغذاء الجيّد والمتوازن يساعد على تعزيز حليب الأم ودعم الرضاعة وإطالة مدّتها. لكن ماذا عن الولادة الطبيعية؟ هل يمكن لبعض المأكولات أن يُسهّل هذه العمليّة؟
أشارت اختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، إلى أنّ «التقيّد بنظام غذائي صحّي طوال فترة الحمل ليس وحده المهمّ، إذ توصّلت دراسات علمية كثيرة إلى أنّ التركيز على أطعمة معيّنة، خصوصاً في الشهر التاسع، قد يؤدي دوراً ملحوظاً في تشجيع الولادات الطبيعية وتسهيلها».
وكشفت لـ«الجمهورية» عن أهمّ المأكولات المعنيّة بهذا المجال:
التمر
يحتوي على مواد تُحفّز نشاط الرحم وتدعم عملية الولادة الطبيعية. إنه يساهم في ارتخاء عضلات الحوض، ونسبة السكر التي يمنحها للجسم قد تساعد في حالات الولادات الشاقة. لذلك من المهمّ على الحوامل أن يُدخلن التمر إلى نظامهنّ الغذائي، خصوصاً عند بلوغهنّ الشهر الأخير، واعتباره سناكاً يومياً.
الباذنجان
تبيّن أنه يزيد النشاط العضلي ويساهم في رفع تقلّص عضلات الرحم. لكن لزيادة فرص الإفادة من هذه الميزة، يجب الحرص على تناوله مشويّاً وليس مقليّاً لأنه يمتصّ كمية هائلة من الزيت. من المهمّ إدخاله بانتظام إلى الغذاء خلال الحمل، شرط أن يكون مطبوخاً بطريقة صحّية.
التوابل والحرّ
إنّ إضافتها إلى الأطباق لها انعكاسات إيجابية على الحامل، بما أنها تحفّز عملية الطلق وتسهّل الولادة.
البقدونس
هذا النوع من الخضار الورقية الخضراء يحفّز استعداد الرحم لعملية الولادة. لذلك، من الضروري إضافته إلى الأطباق اليومية، والاستمتاع بالشوربة المصنوعة منه.
التوت
يشتهر بفوائده الصحّية والغذائية واحتوائه على جرعة عالية من مضادات الأكسدة. يُعتبر التوت من بين الفاكهة الصحّية واللذيذة جداً، ولكن هذا ليس كلّ شيء! فهو مفيد في تسهيل عملية الولادة الطبيعية وتنشيط عضلات الرحم وزيادة الانقباضات.
الأناناس
يحتوي الأناناس الطازج على أنزيم «Bromelain» الذي نادراً ما يوجد في أطعمة أخرى. إنه يساعد على تليين عنق الرحم وتحفيز العضلات الملساء، وبالتالي دعم عملية الولادة.
عرق السوس الأسود
تحتوي جذور عرق السوس على مُركّب «Glycyrrhizin» الذي يُعتقد بأنه يرفع الـ«Prostaglandins» التي تشارك في تقلّص الرحم. لكن لا بدّ من الاعتدال في الكمية، إذ وجدت دراسة نُشرت في «American Journal of Epidemiology» أنّ الإفراط في عرق السوس خلال الحمل مرتبط بارتفاع معدلات الولادت المُبكرة.
إشارة إلى أنّ غالبية سكاكر عرق السوس مصنوعة من نكهة عرق السوس الصناعية، وبالتالي فهي لا تحتوي على الـ«Glycyrrhizin».
القرفة
يُنصح بإضافتها إلى المشروبات، كالزهورات، جنباً إلى الأطباق بعدما تبيّن أنها قد تؤدي دوراً في زيادة الانقباضات وتسهيل عملية الولادة.
لا تُهمِلن الرياضة!
إنطلاقاً من هذه المُعطيات العلمية، دعت أبو رجيلي إلى «التركيز باعتدال على هذه الأصناف الغذائية فور بلوغ الشهر التاسع من الحمل لتعزيز فرصة الولادة الطبيعية وتسهيلها، خصوصاً أنها لا تُغيّر شكل الجسم ولا تترك آثاراً جانبية كما هو حال الولادة القيصرية».
وشدّدت على أنه «مرّة أخرى، يتبيّن أنّ النظام الغذائي يؤثر بشكل كبير في الصحّة ومختلف أعضاء الجسم، لذلك يجب عدم الاستهتار إطلاقاً بالمأكولات التي يتمّ وضعها في الأطباق اليومية».
وأوصَت أخيراً بـ«الانخراط في أي نشاط بدني بعدما ثبُت أنّ الحركة قد تخفّض مدة البقاء في غرفة الولادة، وتساعد على تحمّل الأوجاع، وتُسهّل القدرة على دفع الطفل إلى الخارج، والأهمّ أنها تقلّل خطر الولادة المُبكرة».
