قالت مصادر دبلوماسية غربية إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيكون في غاية الوضوح عندما سيلتقي المسؤولين اللبنانيين الخميس. وكشفت أنه سيوضح صراحة لهؤلاء المسؤولين، بلهجة تحذيرية، إن الولايات المتحدة ستضع كلّ العراقيل التي تستطيع وضعها من أجل منع حزب الله من الاستفادة من مداخيل النفط والغاز في لبنان.
وأشارت إلى أن مسؤولا أميركيا كان في غاية الوضوح عندما قال في مؤتمر انعقد في واشنطن الأسبوع الماضي إن بلده يريد أن يعرف أين ستنتهي الأموال التي يمكن أن يحصل عليها لبنان من تصدير النفط والغاز.
وكانت حقول كبيرة من الغاز، في معظمها، اكتشفت قبل سنوات قبالة الشاطئ اللبناني. واستطاع لبنان تلزيم عدد من هذه الحقول لكونسوتيوم الذي يضمّ شركات من فرنسا (توتال) وإيطاليا (أجيب) وروسيا (نوفاتك). لكنّ لبنان لم يستطع إلى الآن تحديد الحدود النهائية لبعض المواقع في منطقة الجنوب بسبب خلافات مع إسرائيل في هذا الشأن.
وتؤكد المصادر الدبلوماسية الغربية أنّ وزير الخارجية الأميركية سيشرح للمسؤولين اللبنانيين من دون مواربة أن الإدارة الأميركية جدّية في الذهاب إلى النهاية في فرض عقوبات على إيران وأدواتها، بما في ذلك حزب الله، وأنها مصرّة على جعل صادرات إيران من النفط تصل إلى الصفر.
وقالت إنّه سيؤكد للمسؤولين اللبنانيين أن لا تهاون حيال إمكان استفادة حزب الله من أي نفط وغاز ينتجه لبنان.
وخلصت إلى القول إن بومبيو يريد معرفة من سيستفيد من أموال الغاز والنفط اللبناني وإذا كان حزب الله سيستفيد منها، لن تكون لدى لبنان أي قدرة على استخراج النفط والغاز بأي شكل من الأشكال.
وشملت مباحثات أجراها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء في الكويت، مع كلّ من أمير البلاد الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، علاقات البلدين، وتطرّقت إلى مواضيع إقليمية، من ضمنها مسار السلام في الشرق الأوسط والملفيّن السوري واليمني.
ولخّصت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” مواضيع محادثات الأمير مع الوزير الأميركي بـ”علاقات التعاون المثمر في جميع المجالات.. والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر مستجدّات الأوضاع في المنطقة”.
ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الكويتي أنّ أهمية زيارة نظيره الأميركي تكمن في أنّها الأولى لوزير خارجية أميركي في إطار عقد الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وأنّها “تأتي في ظل متغيرات دولية وظروف وتطورات إقليمية حرجة”.
وقال الشيخ صباح الخالد في مؤتمر صحافي عقد بوزارة الخارجية الكويتية مع نظيرة الأميركي، إنّ اجتماعات الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي الأميركي الكويتي تحمل أجندة زاخرة بالموضوعات المهمة التي يتم بحثها بمشاركة 23 جهة حكومية وبحضور 70 من كبار المسؤولين والمختصين في كلا البلدين في مجالات متعددة كالدفاع والأمن والاقتصاد والتعليم والجمارك والطيران المدني.
وأشار الشيخ صباح الخالد إلى أنّ مجموعات العمل المنبثقة عن الحوار الاستراتيجي التي تضم مسؤولين من كلا البلدين لمتابعة تطوير القضايا الثنائية عملت طوال السنة الماضية دون توقف.
وذكر أنّ الجانبين عقدا جلسة مباحثات ثنائية تناولا فيها سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة أهم المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما أشار الخالد إلى إنّ الأزمة اليمنية كانت حاضرة خلال المباحثات “إذ تشاطر الجانبان الرؤى بشأن أهمية وضرورة الحل السلمي وفقا للمرجعيات المتفق عليها”.