يرى مراقبون أن تصريحات عون هي بمثابة رسالة استباقية لبومبيو الذي سيحط الرحال بعد ساعات قليلة في بيروت قادما من القدس، وتفيد باستمرار دعمه لحزب الله وسط تكهنات بأن المسؤول الأميركي سيركز خلال لقاءاته مع اللبنانيين -وبينهم رئيس الجمهورية- على موضوع الحزب وإصرار بلاده على وضع حد له ولراعيته إيران.
وقال وزير الخارجية الأميركي للصحافيين، في وقت سابق الخميس عقب اجتماعه بالرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين في مكتبه بالقدس ردا على سؤال بشأن الرسالة التي سينقلها إلى وجهته التالية لبنان، “سنكون واضحين جدا بشأن ما تراه الولايات المتحدة في حزب الله وتوقعاتنا بشأن كيف أن نجاح لبنان يعتمد على (مطالبة) الشعب اللبناني بألا تسيطر منظمة إرهابية على حكومته وألا تقود السياسات وتسبب خطرا لبلده أيضا”.
ويثير تنامي نفوذ حزب الله السياسي في لبنان -من خلال تعزيز مشاركته في حكومة الرئيس سعد الحريري بثلاث حقائب وزارية بينها حقيبة أساسية- قلق الولايات المتحدة.
وشهدت العاصمة بيروت على مدار الأسابيع الماضية توافد العديد من المسؤولين الأميركيين للاطلاع على الوضع عن كثب، وكان آخرهم نائب وزير الخارجية للشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد.
ويعتبر محللون أن زيارة بومبيو إلى لبنان هي تتويج لزيارات المسؤولين الأميركيين السابقين، وستكون هذه الزيارة حازمة في وضع النقاط على الحروف حول مطالب الولايات المتحدة لاستمرار الدعم الأميركي.
وساند بومبيو إنذار ريفلين الضمني بشأن استهداف إسرائيل للبنان ردا على أي هجوم من حزب الله. وقال “نعلم جميعا الخطر، أليس كذلك؟ إذا فعل حزب الله شيئا داخل لبنان، سيكون خطر التصعيد حقيقيا”.
وكان ريفلين قد صرح خلال اجتماعه ببومبيو بأن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري “لا يمكن أن يقول لأحد إن لبنان منفصل عن حزب الله”. وأضاف “إذا حدث شيء من لبنان تجاه إسرائيل سنحمّل لبنان المسؤولية”.
ويرى مراقبون أن زيارة بومبيو إلى لبنان -وهي المحطة الثالثة والأخيرة في جولته في المنطقة- لن تكون سهلة في ظل الانقسام اللبناني على مستوى السلطة بشأن حزب الله، وتصريحات عون خير مثال على ذلك.
ومعلوم أن رئيس الجمهورية اللبناني وحزبه التيار الوطني الحر الذي يملك حصة وازنة في الحكومة هما حليفان إستراتيجيان لحزب الله، وبالتالي فإن أي مطالب أميركية للمزيد من الضغط على الحزب سيكون من الصعب تمريرها.
ولا يتعلق الأمر فقط بحزب الله بل وأيضا بالعلاقة مع دمشق، التي قال عنها عون بالأمس إنها “مطبعة وليست مقطوعة”. وشدد على أنه “إذا تطلب الأمر زيارة إلى سوريا فسيتم ذلك، أما إذا لم يتطلب فبإمكان السفراء والوزراء البحث بالقضايا ذات الصلة”.