Site icon IMLebanon

بومبيو يحذر المسؤولين اللبنانيين من الدور الإرهابي لحزب الله

وصفت مصادر سياسية لبنانية زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان بأنّها زيارة مليئة بالرموز التي أراد بومبيو من خلالها تأكيد عمق الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل من جهة والإدارة الأميركية من جهة أخرى.

وقالت هذه المصادر إن بومبيو اكتفى بتوجيه سلسلة من التحذيرات إلى المسؤولين اللبنانيين وذلك عبر تأكيده أن حزب الله ليس سوى “مجموعة إرهابية” تشارك في الحكومة اللبنانية خلال لقاءات مع الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

ورأت أن الجانب الأميركي أراد تذكير لبنان بأنّ عليه تحمّل مسؤولياته، بدل الهرب منها، في ما يخص الدور الذي يلعبه حزب الله، بصفة كونه تابعا لإيران، على صعيد تدمير الاقتصاد اللبناني وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

واعتبرت هذه المصادر أن السؤال الأول الذي سيواجه لبنان في مرحلة ما بعد زيارة بومبيو هو كيف سيتعامل مع التحذيرات الأميركية التي يمكن أن تكون لها انعكاساتها على الاقتصاد الوطني؟

ولفتت المصادر السياسية اللبنانية إلى أن وزير الخارجية الأميركي اكتفى في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية اللبناني بالرد على باسيل الذي اعتبر حزب الله حزبا “لبنانيا”.

وشدّد في هذا المجال على أن الحزب ليس سوى مجموعة إرهابية تعمل لمصلحة إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

ورأى سياسي لبناني أن بومبيو سعى إلى إعطاء باسيل درسا عمليا لعلّ ذلك يساعده في فهم حقيقة ما هو حزب الله. وكان لافتا في هذا المجال تذكير الوزير الأميركي لباسيل بتفجير حزب الله لمقر المارينز الأميركيين قرب مطار بيروت في العام 1983 وبدور النظام السوري في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005.

ولاحظت المصادر نفسها أنّ الرمز الذي أراد بومبيو من خلاله إعطاء عنوان لزيارته هو استقبال وزيرة الداخلية ريا الحسن له في المطار ثم عقده جولة محادثات معها بما يشير إلى أنّ الأمن في لبنان أهمّ بكثير من السياسة.

وأشارت إلى أن رمزا آخر للزيارة تمثل في امتناع وزير الخارجية الأميركي عن تسجيل كلمة في سجل الشرف في رئاسة الجمهورية اللبنانية. وفسّرت ذلك بأن بومبيو لا يعوّل على المحادثات التي أجراها مع ميشال عون بل يعتبر زيارته لمقر رئاسة الجمهورية في قصر بعبدا مجرّد زيارة ذات طابع بروتوكولي لا أهمّية سياسية لها في ضوء الانحياز الكامل لميشال عون لحزب الله.

 

استقبال ريا الحسن لبومبيو: الأمن أهم من السياسة
وأكد بومبيو الموقف الأميركي المتشدد ضد حزب الله في قلب بيروت التي سبق لطهران أن اعتبرتها عاصمة محتلة من قبل نظام الولي الفقيه في إيران.

وأضافت أن الوزير الأميركي شنّ من على منبر وزارة الخارجية اللبنانية هجوما عنيفا على حزب الله وإيران بما يؤسس لتصعيد متوقع في الإجراءات الأميركية ضد الحزب والمتعاملين معه.

وذكرت مصادر سياسية لبنانية أن بومبيو لم يناقش كثيرا الشخصيات السياسية التي التقاها، لاسيما عون وبري وباسيل، حول مواقفها المعروفة من حزب الله، وأن الرجل على دراية بسطوة الحزب على خيارات هؤلاء وبالمصالح التي تدفعهم إلى المسارعة إلى الدفاع عن الحزب حيال الاتهامات ضده بممارسة الإرهاب. وهو لم يتوقع أن يلاقي أي تغيير في ما تعرفه واشنطن عنهم.

ولاحظ مراقبون أن الرئيسين عون وبري سارعا فور انتهاء لقائهما ببومبيو إلى إصدار بيانات تؤكد موقفهما في اعتبار حزب الله حزبا لبنانيا منتخبا ممثلا داخل الحكومة والبرلمان، وهو أمر ردده باسيل في المؤتمر الصحافي المشترك، ما دلّ على توق لتبرئة النفس أمام حزب الله من أي تواطؤ محتمل داخل الغرف المغلقة مع الوزير الأميركي.

ورأت مصادر دبلوماسية في بيروت أن بومبيو أعلن من خلال لقائه مع الشخصيات المتحالفة مع حزب الله داخل النظام السياسي وقبل لقائه مع شخصيات يفترض أنها مناوئة للحزب، عن موقف حديدي ضد حزب الله يؤشر إلى اعتماد واشنطن سياسة الانخراط الكامل في الشأن اللبناني وليس الانكفاء، وأن تلك المقاربة تتّسق مع توجهات أميركية استراتيجية لجعل لبنان في أولوية المصالح الأميركية في المنطقة، لاسيما تلك المتعلقة بمستقبل سوريا ومكافحة النفوذ الإيراني وضبط توسع النفوذ الروسي في المنطقة.

ونقل عن خبراء في الشؤون الأميركية أن واشنطن التي تستثمر حوالي مليار دولار في لبنان لبناء إحدى أكبر السفارات الأميركية في المنطقة، والمتمسكة ببرنامج من المساعدات المالية، لاسيما للمؤسسات العسكرية والأمنية، ستمضي قدما وخدمة لمصالحها، في رسم سياسات حيوية تهدف إلى تقوية الدولة اللبنانية ودفع اللبنانيين إلى جعلها خيارا وحيدا لهم بديلا عن أي خيار ميليشياوي يوفره حزب الله حاليا تحت عنوان المقاومة.

وقال مراقبون لشؤون حزب الله، إنه بغض النظر عن رتابة المواقف المنتظرة التي صدرت عن عون وبري وباسيل، فإن حزب الله نفسه يدرك خطورة الموقف الأميركي والمتوقع أن ينسحب على دول أخرى منذ إعلان بريطانيا وضع الحزب بجناحيه العسكري والسياسي على لوائح الإرهاب.

ودعا هؤلاء إلى مراقبة سلوك الحزب حيال الزيارة واعتماده الصمت والتهدئة متخفيا وراء مواقف حلفائه لاستنتاج حالة القلق التي تنتاب أوساط الحزب وبيئته والمتأثر أيضا بحالة الإرباك الصادرة عن إيران في الأيام الأخيرة.