Site icon IMLebanon

قمة مصرية ـ أردنية ـ عراقية في القاهرة لتوسيع الشراكة

تستضيف القاهرة قمة ثلاثية تجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وترتكز حسبما أفاد السيسي، أمس، على «تمكين (أطراف القمة) من تحقيق طفرات اقتصادية في المستقبل بالتعاون مع الأشقاء العرب»، وخصوصاً في مجال “إعادة الإعمار”.

وبينما أكد الديوان الملكي الأردني، أمس، مشاركة الملك عبد الله الثاني، نوّه إلى أن «القمة ستركز على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الأردن، ومصر، والعراق، إضافة إلى بحث آخر المستجدات التي تشهدها المنطقة». وكذلك أعرب رئيس وزراء العراق عن تطلعه إلى أن تسهم القمة في “تنظيم العلاقات وتعميقها”.

والتقى السيسي، عبد المهدي، أمس، في القاهرة في لقاء ثنائي، واستهلّ مؤتمراً صحافياً مشتركاً بينهما بتوجيه «العزاء للشعب العراقي والحكومة العراقية في حادث غرق عبارة الموصل». وأشاد السيسي باختيار عبد المهدي لمصر “لتكون أولى زياراته الخارجية، الأمر الذي يعبر عن المكانة الغالية التي تحتلها مصر لدى العراق، ويعكس بالمثل الاهتمام البالغ الذي توليه مصر لعلاقاتها المتميزة مع العراق”

كما عدّ السيسي اللقاء فرصةً للاحتفال “بما حققه العراق حتى الآن بسواعد أبنائه من مختلف فئاته وأطيافه من إنجازات في سبيل تحقيق أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وتحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي بعد سنوات طويلة واجه العراق خلالها تحديات جسيمة وظروفاً بالغة الصعوبة”.

ودعا الرئيس المصري إلى «ضرورة استكمال الجهود العربية والدولية لمحاربة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله»، وقال إنه “لا سبيل للقضاء على هذا الوباء اللعين إلا بالمواجهة الشاملة، بما في ذلك التصدي بحزم لكل من يدعم الإرهاب والتطرف بالمال أو السلاح أو بتوفير الملاذ الآمن له أو حتى التعاطف معه… كما أدعو المجتمع الدولي لوضع آلية فعالة للتعامل مع ظاهرة انتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب من مناطق النزاع وانتشارهم في باقي دول المنطقة، باعتبارها إحدى توابع ظاهرة الإرهاب، التي باتت تؤرقنا جميعاً بعد النجاح في دحر (داعش).”

وأشار السيسي إلى أنه لمس من رئيس الوزراء العراقي رغبة في «استكمال جهود بناء عراق جديد قوي وواعد يفتح ذراعيه لأبناء الوطن كافة، ولتحقيق مزيد من الانفتاح تجاه تعزيز العلاقات مع مصر وكل الأشقاء العرب، وتطوير علاقات التعاون والتكامل الاقتصادي فيما بينهم»، وأكد أن “موضوعات التعاون الاقتصادي تحظى بأولوية متقدمة، انطلاقاً مما لدى البلدين من قدرات، ورغبة في الاستفادة من الإمكانيات والخبرات المتاحة على الجانبين في مختلف المجالات، ولا سيما الإسهام في إعادة إعمار المناطق العراقية المحررة في ظل وجود العديد من الشركات ورجال الأعمال المصريين الذين سبق لهم العمل بالسوق العراقية، إلى جانب تجربة مصر في إقامة مشروعات قومية كبرى في الآونة الأخيرة”.

من جهته أعلن رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، أن بلاده «تتطلع إلى تنفيذ حزمة من المشروعات القادمة مع مصر في مختلف المجالات على رأسها التعاون في مجالات الإسكان والثقافة والتعليم والنقل، مبدياً أمله في تطور العلاقات بين البلدين إلى الأفضل دائماً». وقال عبد المهدي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس المصري، عقب مباحثاتهما، أمس، إن هناك “رغبة وإرادة مشتركة لقيادتي وشعبي البلدين للمضي قدماً في تعزيز العلاقات وتطويرها في المجالات كافة”.

وكان عبد المهدي قد أصدر بياناً موجهاً إلى الشعب العراقي برر فيه بدء زياراته الخارجية بعدما كان قد أكد أنه لن يغادر العراق قبل استكمال حكومته التي لا تزال أربع من حقائبها (الدفاع والداخلية والعدل والتربية) شاغرة. وقال في البيان: «يعلم شعبي الكريم أنني تعهدت بعدم مغادرة البلاد قبل إنهاء المستلزمات الضرورية لتنفيذ البرنامج الحكومي. وبالفعل انتهينا من إقرار البرنامج وإنجاز المهام التي كان من المطلوب إنجازها خلال الأشهر الأولى من عمر الحكومة». وأضاف عبد المهدي: «ولقد أجّلت سفرة عمل مهمة إلى الشقيقة الكبرى مصر مرات عديدة بدعوة من الرئيس السيسي»، مبيناً أنه «منذ أكثر من شهرين والعمل جارٍ على وضع الترتيبات الكاملة لإنجاز الزيارة في 23 – 24 من الشهر الجاري، ليس لعقد اللقاء الثنائي مع الرئيس المصري فقط بل لعقد لقاء ثلاثي سيشترك فيه العاهل الأردني أيضاً». وأوضح: “إنني أشعر بحرج كبير على تركي البلاد في هذه الظروف خصوصاً بعد حادثة العبّارة في الموصل العزيزة وإعلان حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام، لكن طبيعة الزيارة باعتبارها (زيارة عمل) هدفها الأول خدمة العراق والعراقيين ولأهمية اللقاءات المرتقبة وما تحققه من مكاسب للوطن والمنطقة، ولصعوبة تأجيل الزيارة مرة أخرى بعد الإعدادات المعقدة والطويلة لا يسعني إلا المضي قدماً في هذه الزيارة”.

من جهتها، أكدت آلا طالباني، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي وعضو الوفد المرافق لعبد المهدي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من القاهرة، أن «للزيارة أهمية كبرى سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين العراق ومصر أو على مستوى العلاقات العراقية – العربية». وأوضحت أن “القمة الثلاثية بين الرئيس السيسي وعبد المهدي وملك الأردن، تؤكد أن العراق بات لاعباً مهماً في المنطقة، وبالتالي فإن الحرص على ربط العراق بمحيطه العربي دخل بالفعل حيز التنفيذ”.

من جهته، قال الدكتور إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن “هذه الزيارة من حيث الأهمية في توقيتها بما يتصل بالمنطقة لجهة القضاء على تنظيم (داعش) على مستوى الأرض السورية وأيضاً طبيعة التصعيد بين أميركا وإيران فضلاً عن وجود تنسيق عربي يتخذ خط الوسطية”.