نعم، بتنا في لبنان نتمنى ان نعيش حياة، كالحياة التي عاشها “اوسكار” الكلب الوفي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط… فغالبية الشعب اللبناني لم تعتد الرفاهية والترف والغنج والدلع، بل أصبحت متعايشة مع القهر والعذاب والفقر والوجع بكل أسف!
وإن كانت المقارنة قاسية، فالمشهد صادم في فجاجته: كلبٌ “تربّى بالعز” ولبنانيون “تربوا” على الألم والصبر، ناضلوا للعز، فخانهم وطنهم وسرق طموحاتهم وأحلامهم.. وحتى ضحكاتهم.
نبحث عن الضحكة لنتناسى همومنا التي أغرقونا بها، نناضل من أجل الأحلام لئلا تصبح أوهاما في وطن غدر بمحبيه، نتصارع مع الاوضاع الميؤوس منها كي لا ننكسر ونبقى صامدين، فالأيام تركض سريعا ونحن مازلنا مكاننا نتخبط في مشاكل وأحزان البلد، متناسين اننا بشر ويحق لنا أن نعيش!
يحق لنا أن نعيش حياة لائقة موازية لتلك التي تنعّم بها كلب، نعم كلب، توفرت له كل مقومات الحياة الاساسية والضرورية، نحن البشر من أبسطها محرومون. فاللبناني محكوم عليه “بالأشغال الشاقة” ليستطيع ان يعيش حياة بسيطة متواضعة، وعلى “قد بساطه يمد اجريه” لا يحلم الا بالغد ولا يطمح سوى براحة البال.
من حقنا ان يفكر بنا المسؤولون ويضعونا في سلم اولوياتهم، ويعملوا لتحقيق مصالحنا قبل مصالحهم… من حقنا ان تضعوا يدكم بيدنا كي ننجح سوياً ونرتقي ونتقدم بدلا من ان تتفقوا علينا وتتقاسموا “جبنتكم” على حسابنا وتأكلوا “الاخضر واليابس” وتتركوا للشعب البائس “الفتافيت”، هذا ان تركتموها! من حقنا ان نسأل هل تأقلتم مع الوضع المهترئ وبُتم تستلذّون بقهرنا؟
“اوسكار” بعد وفاته كُرم لقاء صداقته ووفائه بتمثال في المختارة، فكيف سيُكرَم اللبنانيون مقابل الذل الذي فتكَ بهم والوجع الذي نخر عظامهم طوال هذه السنوات؟ وأصلا هل من يدرك من السياسيين ان اللبناني يعاني؟؟