وصف رئيس الجمهورية ميشال عون قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعطاء الحق لاسرائيل بضم الجولان السوري، بأنه “يوم اسود يشهده العالم، لاسيما ان الجولان منطقة سورية في قسم منها اراض لبنانية محتلة، وهذا العمل التعسفي يشكل مساسا بالشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول”.
وشدد عون، خلال لقائه رئيس مجلس الدوما السيد فياتشيسلاف فالودين، على ان “الاولوية في المعالجة هي للاوضاع في الشرق الاوسط عموما وفي سوريا خصوصا، وهي الجارة الاقرب للبنان، الذي يتأثر سلبا بالاحداث التي وقعت في سوريا وأصبحت المنطقة مضطربة برمتها”، واعتبر ان زيارته الى روسيا تشكل مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وروسيا، وتنمي التعاون بين البرلمانيين اللبنانيين والروس.
وعبَّر رئيس الدوما عن رغبته في التعاون مع البرلمانيين اللبنانيين، ووجه اليهم، من خلال الرئيس عون، دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول التنمية الذي سيعقد في موسكو بين 1 و 2 تموز المقبل. وقال: “لدينا رغبة اكيدة في ان نمضي قدما في بناء قدراتنا المشتركة وتطوير علاقاتنا لمواجهة التحديات لاسيما تلك التي يتعرض لها العالم العربي”.
وأضاف عون: “يأتي القرار بضم الجولان بعد القرار السابق بضم القدس حيث المعالم المسيحية كافة والاراضي المقدسة، ونبع الديانة المسيحية. واعلان اسرائيل دولة يهودية عنصرية، خطوة مرفوضة من العرب”.
ورد رئيس الدوما مؤكدا ان “بلاده تقف بثبات ضد التدخل في شؤون الدول المستقلة ذات السيادة ونحن ندعو الى احترام كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والالتزام بقرارات الامم المتحدة والقرارات الصادرة عن مجلس الامن والعلاقات القائمة على اساس الصداقة والاحترام المتبادل، “ونعمل لتجنب المزيد من النزاعات وبناء السلم والسلام”.
وأضاف: “من هنا فإن دور روسيا في سوريا لانقاذها من الكارثة الارهابية التي حصلت فيها وكادت ان تؤدي الى قيام دولة ارهابية على اراضيها. والتدخل الروسي في سوريا كان بطلب من السلطات الشرعية الدستورية السورية، حيث سعت روسيا بالتعاون مع الدول الاخرى، الى انهاء شر الارهاب، وانقاذها من الكارثة المحققة التي كادت ان تصيبها”.
وأكد رئيس الدوما أن “من مصلحة روسيا استقرار سوريا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم، لأن في ذلك مصلحة لسوريا نفسها ولجيرانها، وفي يقيني ان للبنان وروسيا رغبة مشتركة في تحقيق هذه العودة”.
وعرض الرئيس عون لاوضاع النازحين السوريين في لبنان والتداعيات التي سببها النزوح السوري على القطاعات اللبنانية كافة، شارحا التحرك الذي يقوم به لبنان من اجل تحقيق عودتهم الآمنة لأن لبنان لم يعد يتحمل ذلك، لافتا الى ان تغييرا بدأ يسجل في مواقف عدد من الدول، وأتمنى ان يكون التعاون مع روسيا في هذا المجال ايضا، خصوصا انه اذا لم نصل الى حل لمعاناة النازحين، فان الكثيرين منهم قد يفرون من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها الى دول اخرى ولاسيما اوروربا التي لدى دولها مصلحة بحل هذه المشكلة بسرعة”.
واقترح رئيس الدوما عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع بين ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والاوروبية والتركية والايرانية والسورية، يخصص لدرس عودة النازحين السوريين الى ديارهم.
وفي ختام اللقاء جدد الرئيس عون التأكيد على ضرورة حل الازمة السورية ومتابعة الاوضاع الشرق اوسطية وانعكاستها الدولية، لأن أزمة الشرق الاوسط تضع السياسة الدولية ومصير الامم المتحدة على المحك، شاكرا لروسيا اهتمامها.
واختتم رئيس الدوما اللقاء بتجديد التأكيد على دعم بلاده للبنان، مؤكدا ان “موقف روسيا الثابت هو احترام القرارات الدولية”، واصفا “قرار الرئيس الاميركي بأنه تجاهل صارخ لمبادىء الشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة، وعلى كل دولة في الامم المتحدة ان يعلو صوتها وتؤكد موقفها الرافض”.
ضريح الجندي المجهول
وكان رئيس الجمهورية استهل اليوم الثاني من زيارته الرسمية الى روسيا الاتحادية، بوضع اكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول عند حائط الكرملين حيث اقيمت المراسم التقليدية.