اختتم الرئيس اللبناني ميشال عون زيارة إلى موسكو دامت يومين، التقى خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين وعددا من كبار مسؤولي هذا البلد، حيث ناقش معهم حزمة من الملفات الشائكة في مقدمتها ملف اللاجئين السوريين، والضغوط الأميركية على حزب الله وتداعياتها على لبنان، فضلا عن انعكاسات الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
وتزامنت زيارة عون مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا الجولان أرضا إسرائيلية الأمر الذي ولد خشية من أن يقدم الأخير على اتخاذ نفس الخطوة إزاء الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل كمزارع شبعا.
وما يثير قلق اللبنانيين أكثر هو أن إسرائيل ترفض الاعتراف بأحقية لبنان في الجزء الأكبر من مزارع شبعا، بداعي أنها احتلتها خلال سيطرة سوريا عليها.
وتقع مزارع شبعا على الحدود بين لبنان ومرتفعات الجولان المحتلة وكانت تحت السيطرة السورية منذ استقلال الأخيرة عن فرنسا، قبل أن تقدم إسرائيل على احتلالها في حرب 1967.
وتتخذ إسرائيل من ثغرة غياب ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان ذريعة لإبقاء سيطرتها على المنطقة، ومع الدعم غير المحدود للإدارة الأميركية يرجح كثيرون أن تكرس تل أبيب هذه السيطرة.
وأخذ موضوع الجولان وتداعياته حيزا مهما في محادثات الرئيس اللبناني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقال عون عقب اللقاء إنّ “قرار ضمّ الجولان يعارض القوانين الدولية في الأمم المتحدة ونأسف لاتخاذ مثل هذا القرار”.
وكان عون الذي يزور روسيا للمرة الثانية حيث كانت الأولى خلال ترأسه للتيار الوطني الحر، قد وصف عقب اجتماعه برئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان بأنه “يوم أسود يشهده العالم”.
ويقول مراقبون من الواضح أن هدف عون من زيارة روسيا هو محاولة خلق نوع من التوازن في علاقات لبنان الدولية، في ظل قلق الرئيس اللبناني من توجهات الإدارة الأميركية الحالية التي يخشى من أن تأثر سياساتها على لبنان، وعلى وضع حلفه السياسي.
ويشير المراقبون إلى أنه إلى جانب سعيه لحض روسيا على التحرك أكثر في ملف إعادة النازحين السوريين بتفعيل المبادرة التي طرحتها قبل فترة، خاصة مع إبداء الولايات المتحدة عدم تحمسها للمساعدة في هذا الملف وهو ما بدا واضحا في موقف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارته الأخيرة إلى بيروت، فإن عون يرنو إلى تعزيز العلاقات مع روسيا في ظل مخاوف من توسع العقوبات على حزب الله وتأثيرها ليس فقط على لبنان بل على حلفه السياسي بالدرجة الأولى، هذا إلى جانب الهاجس من الانتصار الأميركي لإسرائيل في ما يتعلق بملف ترسيم الحدود البرية والبحرية.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قد كشف الاثنين من موسكو عن ضغوط أميركية يتعرض لها لبنان، مشددا على أن مصلحة بلاده تقتضي وجود توازنات داخلية وخارجية.