طلبت سوريا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي إثر قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. وفي رسالة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، طلبت البعثة السوريّة لدى الأمم المتّحدة من رئاسة مجلس الأمن، التي تتولاها فرنسا في شهر آذار، أن تُحدّد موعداً لعقد اجتماع عاجل بهدف “مناقشة الوضع في الجولان السوري المحتلّ والانتهاك الصارخ الأخير من قِبل دولة دائمة العضويّة لقرار مجلس الأمن ذي الصلة”. وينبغي الآن أن تُحدّد رئاسة المجلس التي تتولاها فرنسا خلال شهر آذار، تاريخاً لعقد هذه الجلسة.
وكان سفير سوريا بشار الجعفري، حضّ الجمعة، المجلس في رسالة على “اتّخاذ إجراءات عمليّة تكفل ممارسته لدوره وولايته المباشرين في تنفيذ القرارات” التي تنص على انسحاب إسرائيل من الجولان “إلى خط الرابع من حزيران العام 1967”. في الموازاة، يجري مجلس الأمن الدولي اليوم، مشاورات مقررة منذ مدة، حول قوة الأمم المتحدة المنتشرة في مرتفعات الجولان “يوندوف”.
وفي وقت تضع مصادر دبلوماسية مطّلعة عبر “المركزية” موقفَ واشنطن من “تهويد” الجولان، في اطار الاستعدادات الاميركية لاطلاق “صفقة القرن” (على الارجح، في أعقاب الانتخابات الاسرائيلية المقررة في 9 نيسان المقبل) والتي يريد منها الرئيس دونالد ترامب إنهاء الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، تزداد المخاوف من خطوات اضافية اميركية شبيهة بـ”إهداء” الهضبة الاستراتيجية لتل أبيب.
وفي هذه الخانة، يمكن وضع مواقف السفير الأميركي لدى تل أبيب ديفيد فريدمان الذي اعلن منذ ساعات، في كلمة القاها أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الأميركية الاسرائيلية (ايباك) في واشنطن، “ان الادارة الأميركية الحالية تسعى الى سيطرة أمنية اسرائيلية كاملة على الضفة الغربية والى تواجد امني اسرائيلي دائم في غور الاردن مع كون القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل في إطار اي حل قادم”.
كما يصب في الإطار نفسه، قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “هناك مبدأ مهم في الحياة الدولية، عندما تشن حروبا عدوانية تخسر أراضي فلا تأتي لاحقا وتطالب بإعادتها لك”.
وفيما كانت اسرائيل احتلت الضفة الغربية في العام 1967، يبدو ان عين تل ابيب ومن خلفها الاميركيون، هي على اعطاء الضفة للاسرائيليين. وفي السياق، حذّر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من “أسرلة” الضفة الغربية. فهو اعتبر تصريحات السفير فريدمان، تمهيدا لضم الضفة الغربية لإسرائيل وإعلان الاعتراف الأميركي بغزة دولة”، مشددا على أن “النقطة الأساسية أمام الفلسطينيين الآن، هي إنهاء الانقسام، الذي من شأنه أن يسقط صفقة القرن”. ورأى في تصريح أن “مبادرة السلام العربية أُسقطت من قبل ترامب، وعلى الموقف العربي التمسك بها من دون تغيير”. وفيما دان الاعتداءات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، دعا عريقات الفصائل في غزة إلى التعاون مع مصر لتثبيت التهدئة، كاشفا أن “فلسطين قدمت احتجاجا شديد اللهجة ضد الدول التي امتنعت عن التصويت في مجلس حقوق الإنسان حول القرارات الأخيرة المتعلقة بفلسطين”.
إزاء هذا التوجّه الاميركي “المنحاز” الذي يضاف اليها اعتبارُ ترامب القدس عاصمة لاسرائيل، تقول المصادر ان اعلان “صفقة القرن” قد يكون عاملا مفجّرا للصراع العربي – الاسرائيلي، بدل ان يساعد في إنهائه.