كتب هادي أحمد في صحيفة “الاخبار”:
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، صفحات لعيادات تجميل إيرانية تتوجه إلى المتصفحين من الدول العربية لتشجيعهم على «زيارة» إيران، وترشد الراغبين إلى صفحات أطباء التجميل والترميم، مع نبذة تعريفية عن الطبيب وعيادته وما يقدمه من خدمات تتراوح بين تجميل الأنف ــــ وهو الأكثر انتشاراً ــــ ونحت الجسم وشد الصدر.
تستعين هذه الإعلانات بـ«سمعة» إيران في «قطاع» التجميل، وتستعير إحصاءات تتحدّث عن «200 ألف عملية تجميل في الجمهورية الإسلامية سنوياً، تحتل جراحات تجميل الأنف المرتبة الأولى فيها بنسبة 70%»، وهو ما يؤكده رئيس نقابة أطباء التجميل الإيرانية، أبو الحسن إمامي. الأخير يؤكّد لـ«الأخبار» أن هذا الرقم «ليس عادلاً»، إذ «ليست هناك إحصاءات دقيقة حول أعداد العرب عامةً أو اللبنانيين خصوصاً، لأن لا تأشيرات دخول بين إيران وبعض الدول (بينها لبنان)، فضلاً عن أن معظم اللبنانيين الذي يخضعون لجراحات في إيران يأتون إليها كسياح دينيين».
هكذا، يضرب اللبنانيون «عصفورين بحجر واحد». ولا يتعلّق السبب، بحسب «طالبي الجمال في ايران»، بفروقات الأسعار التي تقارب في كثير من الأحيان الأسعار في لبنان، وإنّما بـ«الإتقان. إذ إن إيران تسبق لبنان في مجال تجميل الأنف»، بحسب لينا، إحدى المسافرات إلى إيران لهذه الغاية. وهو يؤكّده تقرير نشره، العام الماضي، موقع «الجمعية الدولية للجراحة التجميلية» (ISAPS)، وفيه أن «طهران تحتل المرتبة الـ 24 عالمياً في عدد عمليات التجميل، والأولى في تجميل الأنف».
بنت لينا ثقتها على تلك الأرقام وتوجهت إلى إيران في رحلة يقوم بها كثيرون، «كل شيء فيها مؤمّن من لحظة الوصول إلى موعد الرحيل: المراجعة والفحوص، العملية والأدوية والنقل والترجمة، إضافة الى خط إيراني وإنترنت». كل هذا ضمن سعر موحّد: «وان باكيج».
مع ذلك، تتراوح الأسعار، حسب المدينة، وأيضاً حسب «نجوم» الفندق. فالسعر في مشهد أو طهران يبلغ نحو 1900 دولار، بلا حجزٍ فندقي، ليرتفع مع الحجز في فندق ثلاث نجوم إلى 2000 دولار، والى 2500 دولار في النجوم الخمس. فيما تنخفض الكلفة في شيراز إلى ما بين 1500 و1800 دولار.
لكن، في مقابل هذه «الرهجة» بعمليات التجميل الإيرانية، ثمة ما يشبه أماكن كثيرة في ما يخصّ التعدّي على المهنة. فكلما كثر الراغبون بتلك العمليات، زاد السماسرة وأشباه الأطباء. وما يعزّز هذا الأمر هو الرقم الرسمي الذي تنشره وزارة الصحة الإيرانية، والذي يحصر عدد أطباء وخبراء التجميل بـ 300 فقط. 300 متخصّص في طول البلاد التي «يتقمّص» فيها الآلاف مهنة التجميل، ويزاولون مهماتهم بلا رخصة أو شهادة. وهؤلاء إذ تتمّ ملاحقتهم ومعاقبتهم، إلا أنهم لا ينتهون، ففي كل يومٍ ينبت «طبيب» تجميل.
105 مختصين في لبنان
يؤكد رئيس «الجمعية اللبنانية التجميلية لجراحة التجميل والترميم»، سامي سعد، أن عدد الأطباء المنتمين إلى الجمعية يبلغ نحو 105 فقط، أما الباقون «فهم مسجلون في نقابة الأطباء تحت مسميات جراحات عامة أو جراحات مختلفة أو حتى أمراض داخلية». ويحمّل سعد المسؤولية «للنقابة التي ينتسبون إليها أولاً، وإلى المستشفيات التي توافق على إجراء عمليات فيها لأطباء غير متخصّصين».