ترأست مديرة “الوكالة الوطنية للإعلام” لور سليمان ندوة بعنوان “الجوانب الأخلاقية والنفسية للإعلام الإلكتروني والإعلام الاجتماعي”، في إطار المؤتمر التاسع حول الذكاء الاصطناعي في الأمن والدفاع (AISD 2019) الذي يعقد في فندق “لو رويال”- ضبيه، برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون وبدعوة من قائد الجيش العماد جوزيف عون، وينظمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش.
قدمت الندوة الدكتورة جنان الخوري، وشارك فيها الأستاذة في معهد البحوث والدراسات الاجتماعية والجنائية في جامعة RIBAT الوطنية والمستشارة في علم النفس أماني العلي من السودان، عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف الدكتورة نورما الحداد من لبنان، الرئيس التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للاستشارات والدراسات في سلطنة عمان علي التابوك، والعقيد علي حمية من لبنان.
وقالت سليمان، في كلمة: “كلنا يعرف أن موضوع الأخلاق الإعلامية قفز في السنوات الأخيرة في لبنان والعالم العربي إلى الواجهة، وحظي باهتمام مميز سواء في المؤسسات الاعلامية ومعاهد الاعلام، أو لدى منظمات المجتمع المدني، حيث انطلقت ورش عمل ودورات تدريبية في حملات توعية على هذا الموضوع وضرورة إعطائه الاهمية التي يستحقها”.
وأضافت: “أخذ هذا الموضوع أحجاما لم يعرفها من قبل في الدول الغربية، التي تنعم أساسا بقسط كبير من الحريات الاعلامية، وحيث تحظى وسائل الاعلام بجمهور واسع وسلطة حقيقية، إذ ظهرت الحاجة الملحة الى تنزيه المهنة وتشجيع ممارستها على أساس قيم أخلاقية، وبعدما تبين أن تطبيق هذه القيم هو عنصر أساس لنجاح وسائل الاعلام في أداء دورها وللحفاظ على مستواها المهني. وقد ظهر بوضوح أن غياب القيم الاخلاقية شرع المهنة أمام كل أبواب الفساد الممكنة وأضعف ثقة الناس بها”.
ورأت أنه “تبين أن الحرية، وإن كانت أساسية لوجود صحافة مسؤولة، غير أنها ليست كافية. فهي تتحول الى فوضى وتهدد مهمة الصحافة، كما تسيء الى المجتمع عموما إذا لم يلتزم الاعلاميون قيما مبدئية تنظم عملهم وممارساتهم. فالتزام هذه القيم يحد من جنوح الفرد وأهوائه من ناحية، ويحميه من الاغراءات التي تعترض طريقه من ناحية ثانية. وعلى الرغم من ان الاخلاق كانت ولم تزل محل اهتمام المجتمع الانساني، الا ان التعقيدات والتناقضات ومظاهر التغير والتطور قد عززت هذا الاهتمام واتاحت له فرصا مواتية. فالأخلاقيات وما يرتبط بها من حقوق وواجبات وما يناقضها من ممارسات فرضت نفسها على ساحة اهتمام الباحثين والعلماء”.
وتابعت: “تأكيدا لأهمية هذه القواعد، تم تنظيم العديد من المؤتمرات وجلسات العمل، ومن بينها جلسة العمل هذه، كما ظهرت تقارير توضح المخاطر المترتبة على عدم التزام وسائل الاعلام الاخلاقيات المهنية”.
ولفتت إلى أن “على الرغم من المواثيق الاخلاقية الصادرة على المستويات المحلية والاقليمية والدولية لتنظيم عمل وسائل الاعلام، الا انها لا تتخذ صفة الالزام، وكثيرا ما يعوزها الجانب الاخلاقي المرتبط بالذاتية الثقافية. وهنا تبدو أهمية وضرورة وجود المواثيق الاخلاقية التي تنظم عمل وسائل الاعلام، لان الاعلام هو مرآة المجتمع وهو الذي يعكس صورة هذا المجتمع”.
واعتبرت أن “أهم أخلاقيات العمل الاعلامي هي الصدق، واحترام الكرامة الانسانية، والنزاهة، والمسؤولية والدقة والموضوعية، والعدالة. وكلنا يعلم ان مواقع التواصل الاعلامي جعلت من كل متابع “اعلاميا” بالمعنى المجازي، ولكن من دون رقيب او حسيب، وأصبح الرأي العام يتلقى المعلومة ويتأثر بها على الرغم من انها تكون غير دقيقة وفي بعض الاحيان كاذبة “Fake News”.
ثم تحدثت العلي، فعرفت بالذكاء الاصطناعي، متطرقة الى التأثير النفسي لوسائل الاعلام على المجتمع، وأشارت إلى ان “الذكاء الاصطناعي هو أحد تطبيقات علم النفس المعرفي، وتعمل الدراسات النفسية المتقدمة على توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة الأعمال التشغيلية الخاصة بأجهزة الأمن والاستخبارات، بهدف إدارة الشعوب معرفيا وسلوكيا تحقيقا لأهداف سياسية أو عسكرية أو تجارية، مما يتطلب تعزيز الأمن المعلوماتي ورفع درجة الوعي على مستوى الأفراد أو المؤسسات عند التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي”.
وتلتها الحداد عن “الاخلاقيات في الذكاء الاصطناعي”، مقدمة ورقة بحثية نقوم بدراسة الانعكاسات الايجابية للتحويل الرقمي على كل المستويات، وكذلك الموجبات التقنية والامور اللوجستية وحتى بعض المعايير التقنية للعمل، بالاضافة الى وجوه الاستخدام الايجابي والسلبي للتحول الرقمي والضوابط الاخلاقية الحاكمة.
واعتبرت أن “حياتنا وخياراتنا اصبحت خاضعة لتأثيرات برمجيات التكنولوجيا الذكية، في المقابل اننا كبشر لا نزال نمتلك زمام القرار خاصة في المسائل المهمة، ولم نفقد حريتنا بعد”.
من جهته، التابوك عن شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على أمن الدول وعلى السلم الأهلي، مقدما ورقة عمل عن العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي وحروب الجيل الرابع التي قد تحدث تأثيرا واضحا على النواحي الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية في المجتمع، وشدد على أن “التطور التكنولوجي وتوفر العديد من منصات التواصل الاجتماعي يزيد الجدل حول تأثيرها في تغيير التوجهات السياسية والأنماط الاجتماعية في المجتمعات كافة”.
أما العقيد حمية فقدم عرضا لدراسة بعنوان “القانون الدولي والاستخدام العسكري للأنظمة البحرية غير المأهولة”، وأشار الى أن “هذا الموضوع لا يرتبط مباشرة بالاعلام الاكتروني وجوانبه الاخلاقية والنفسية، ولكن الاستخدام العسكري للأنظمة البحرية غير المأهولة يعتمد في شكل مباشر على الذكاء الاصطناعي”.