Site icon IMLebanon

معراب تحدّد موقفها من مبادرة الرئيس عون… 

كتب عمر البردان في صحيفة اللواء:

بالتزامن مع اجتماعات اللجنة الوزارية المختصة التي شكلها مجلس الوزراء لبحث بنود خطة الكهرباء التي وضعتها وزيرة الطاقة ندى البستاني، برز موقف حزب «القوات اللبنانية» الذي عبر عنه رئيسه سمير جعجع، والذي تحفظ على هذه الخطة، قبل تحقيق شرطين أساسيين، ما اعتبر رفضاً لخطة البستاني، وهو ما أعاد وتيرة التساجل «التويتري» إلى الارتفاع بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، وفي الوقت نفسه ساهم في خلق أجواء توتر جديدة بين الطرفين، قد تترك انعكاساتها على عمل الحكومة التي لن تجتمع هذا الأسبوع لوجود رئيسها سعد الحريري في فترة نقاهه، بعد عملية القسطرة التي خضع لها في باريس.

وبانتظار عرض تقرير اللجنة الوزارية على طاولة مجلس الوزراء بشأن خطة الكهرباء، تشدد أوساط بارزة في «القوات» على أن «معراب لم ترفض خطة الكهرباء، بل إنها تناقش مضمونها، ولم تقل أنها لا تريد هذه الخطة وتريد في المقابل خطة أخرى»، مؤكدة لـ«اللواء»، أنه «يجب أن تكون هناك انطلاقة لكل خطة. من أين تبدأ وكيف تنتهي. لذلك يجب البدء  من مشكلة معالجة الهدر الذي يفوق الخمسين بالمائة، وبالتالي  فإن إضافة أي كيلو واط تؤدي إلى خسارة نصف الكمية التي تكون أضيفت، وعندها ماذا نكون فعلنا؟».

وأشارت إلى أن «الركيزة الأساسية لأي خطة لمعالجة الكهرباء تحديد المرحلة الانتقالية بأقرب وقت ممكن، والعمل بشكل ثابت على الحلول والخيارات الثابتة، وليس وفق الحلول الموقتة التي ما زلنا نعمل بها منذ 2013، بعدما تحولت الحلول الموقتة إلى حلول دائمة لدى البعض»، لافتة إلى أن «القوات تريد الذهاب فوراً إلى الحلول الدائمة والاستغناء عن الحلول الموقتة، على أن يكون كل شيء من خلال إدارة المناقصات».

وتعرب الأوساط عن أسفها، لأن «البعض لا يتحمل النقاش، وفي كل مرة نضع الإصبع على الجرح ينتفض باتجاه أخذ الأمور نحو مكان آخر»، مشددة على أن «القوات أكثر من يتمسك بضرورة معالجة ملف الكهرباء، وهي أظهرت بممارستها أنها لا تواجه للمواجهة ولا تعارض للمعارضة، فهي أثنت على مبادرة الرئيس ميشال عون باتجاه روسيا، كما أنها أثنت على خطوات وزير البيئة فادي جريصاتي، وبالتالي فإن هذا الطرف يخطئ إذا اعتقد أنه من خلال هذا الأسلوب يمكن أن يثنينا عن موقفنا، لا بل على العكس فإننا لن نتراجع في هذه المسألة لإيصال الكهرباء على مدار اليوم، ووقف كل الهدر القائم وكل ما يحكى عن صفقات بواخر وغيرها».

وتعتبر الأوساط «القواتية» أن «مبادرة رئيس الجمهورية بخصوص النازحين، خطوة بالاتجاه الصحيح، لأن الهدف الأساسي هو إعادة النازحين، عسى أن يكون قد نجح في زيارته موسكو بالحصول على وعد روسي بتسهيل عودتهم، من خلال العلاقات التي تجمع روسيا بلبنان والنظام السوري، باعتبار أن هذا الملف يضغط بقوة على جميع اللبنانيين. لكن في المقابل، تأمل «القوات» ألا يستغل البعض هذه القضية الحساسة والأساسية من أجل حساباته الشخصية. ولذلك فإنها تتمسك بالمبادرة الروسية وتأمل أن تضغط هذه المبادرة على الطرف الأساسي الذي يعرقل عودة النازحين، وهو بشار الأسد الذي لا يقبل بعودة النازحين. ولذا فإن العقدة هي عند رئيس النظام السوري»، مشددة على أن «القوات ما زالت متمسكة بسياسة النأي بالنفس إلى أبعد الحدود، على أساس مرجعية «جنيف1» و«جنيف2»  في حل الأزمة السورية، وطبعاً لا يمكن لبنان أن يكون مشاركاً في أي أحلاف إقليمية، على غرار رفضه المشاركة في مؤتمر وارسو وغيره، التزاماً بسياسة النأي بالنفس التي يعتمدها».