Site icon IMLebanon

“المستقبل” يتلقى “ضربة” الأحدب من حيث لم يدرِ

كمن النائب السابق مصباح الأحدب لتيار “المستقبل” على كوع انتهاء مهلة تقديم الترشيحات للانتخابات الفرعية في طرابلس، ففجر، في الساعات الأخيرة على اقفال باب الترشيحات، قنبلة انتخابية شعبية بتقديمه ترشحه للمعركة الفرعية المنتظرة في 14 نيسان المقبل.

لا يخفى على أحد ان خطوة الأحدب تعد تأكيدا جديدا أن المرشحة “الزرقاء” ديما جمالي لن تستطيع العودة إلى مقعدها النيابي من دون منازلات انتخابية، وإن كانت ستخلو من الحماوة التي راهن عليها كثيرون.

وفي قراءة للصورة الانتخابية في عاصمة الشمال، تعتبر مصادر سياسية، عبر “المركزية”، أن في وقت يبدو رئيس الحكومة سعد الحريري وتياره مصرين على اثبات زعامتهما في الشارع السني، يثبت شريط الأحداث أن الخصوم فهموا الرسالة جيدا، بدليل أن الأحدب نفسه اعتصم بصمت ثقيل غيّبه تماما عن مشهد الاستعدادات للمعركة، بما يفسر نزول الخبر كالصاعقة على المتابعين.

غير أن المصادر نفسها تلفت إلى أن أهمية “مفاجأة الأحدب” لا تقتصر على توقيتها من حيث استنفاد المهل لإعلان خوض المعركة، بل تأتي في وقت صب المقربون من “بيت الوسط” تركيزهم على رصد القرار الذي سيتخذه خصوم الحريري، سنة 8 آذار المدعومين من “حزب الله”، الذين نجحوا في ممارسة ضغط على رئيس الحكومة قاده إلى ضم ممثل لهم إلى الحكومة.

وفي مؤشر إلى تصميم التيار الأزرق على خوض المواجهة مع “حزب الله” حتى النهاية، تشير المصادر إلى أن الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري، الذي يبدو “لولب” المعركة الانتخابية في طرابلس، لا يوفر مناسبة لمخاطبة القاعدة الزرقاء شمالا، إلا ويستخدم فيها القنص المركز والمباشر على “حزب الله”، وقد بلغت به الأمور حد التحذير من 14 شباط جديد في معرض مواجهة مشروع الرئيس الحريري القائم أولا على الاصلاحات.

على أي حال، فإن دخول الأحدب خط الانتخابات الطرابلسية يعيد إلى الأذهان خطر اقتسام الأصوات المناوئة لـ”حزب الله” بين جمالي والأحدب، ما يقلص حجم الفوز الأزرق، إذا تحقق. علما أن الحريريين كانوا قد اعتقدوا أنهم نجحوا في كسح هذا اللغم من أمام مرشحتهم، بعدما ناموا على حرير تأييد “حليفهم اللدود” أشرف ريفي (إلى جانب الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي)، بعد جهود بذلها الرئيس فؤاد السنيورة، في ما يمكن اعتباره الرد الأقسى والأوضح من صقور “الأزرق” على “الهجوم الأصفر” الذي شنه النائب حسن فضل الله، ومن ورائه “حزب الله”، على السنيورة.

غير أن المصادر لا تفوت فرصة الإشارة إلى أهمية إجراء القراءة المتأنية للمضامين السياسية للمعارك التي يخوضها المرشحون في صناديق الاقتراع الطرابلسية، قبل الغرق في الاستنتاجات المتسرعة. وفي هذا السياق، تدرج المصادر تريث جمعية المشاريع في اتخاذ قرارها النهائي. ذلك أن المنازلة تتجاوز، بالنسبة إلى الضاحية وحلفائها، الأرقام التي يمكن أن ينتهي إليها اليوم الانتخابي، لتبلغ القدرة على تأكيد أن سنة 8 آذار بديل حقيقي وجاهز للحريرية السياسية، وهو الشعار الذي رفعه “اللقاء التشاوري” لتبرير تعطيل مسار التأليف الحكومي مرارا.

في المقابل، تشدد المصادر على أن المرشحين الآخرين الراغبين في منافسة جمالي (والذين انضم إليهم أخيرا الصحافي عمر السيد) لا يتوخون من الانتخابات الفرعية إلا تكريس التعددية السنية، وجس نبض الشارع استعدادا لاستحقاقات انتخابية مقبلة، من دون أن يعني ذلك الغرق في مستنقع المنافسة مع تيار “المستقبل”.