بعد اندلاع الثورة السورية والتي تحولت لاحقاً إلى حرب أهلية، طالبت دول خليجية عدَّة مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان حرصاً على سلامتهم، داعيةً رعاياها المقيمين أو الزائرين للبنان إلى المغادرة. وبعد رفع الحظر السعودي عن لبنان، علم موقع IMLebanon أن رفع الحظر الإماراتي عن زيارة الإماراتيين إلى لبنان سيتم خلال 10 أيام ما سيفتح الباب أمام مجيء السواح الإماراتيين هذا الصيف.
وفي وقت باتت نشرات الاخبار أشبه بـ”ورقة نعوة” جميعها سلبية ومتكررة، تضج بعبارات الفساد، محاربة الفساد، التلوث، الانهيار المالي والاقتصادي وغيرها من العبارات التي تدعو إلى اليأس، اختفت الاخبار المفرحة للقلب أو التي تعطي ذرة أمل للبناني للبقاء في وطنه، والعمل من أجل مستقبل أفضل!
من منّا لا يتذكر صور “نهر النفايات الابيض” مثلا التي انتشرت على وسائل الاعلام وضجّ بها الإعلام العالمي، فكانت أسوأ ضربة لسمعة لبنان في الخارج، وكأنه كان ينقصنا يومها الكوارث البيئية لتضاف إلى حظر سفر الرعايا الخليجيين إلى لبنان اعتباراً من العام 2013 ما أدى إلى ضرب القطاع السياحي وشلّه بشكل شبه كامل؟! ولا تنتهي الأمثلة السلبية التي أمعنت في ضرب صورة البلد إلى جانب الأداء الكارثي للطبقة السياسية!
وهنا يكمن دور الاعلام ومسؤوليته في تسليط الضوء على الصورة الايجابية أسوة بالسلبية على الأقل إن لم نقل أكثر، الا أن الطبقة السياسية هي المسؤولة بالدرجة الاولى لأنها كثيرة “النق” وقليلة الفعل.
إلى حكومة “إلى العمل” أقول: “أوقفوا “النق” وأوقفوا إعطاء صور سلبية عن لبنان، فهذه الصور تترسخ مباشرة في الاذهان. استغلوا هذه البشرى السارة (رفع الحظر الاماراتي) وإلى العمل در… لبنان بحاجة لكم والناس تريد أن “تمشي أشغالها” لأن الوضع أصبح فوق القدرة على الاحتمال.
السياحة ليست مجرد مظاهر احتفالية وعروض ترفيهية، بل تتعدى ذلك إلى المجال التجاري والاقتصادي والثقافي والديني وغيرها من المجالات بإقامة استثمارات كبيرة واستقطاب رؤوس الأموال لتوظيفها، وبالتالي توفير فرص العمل حيث يستفيد الجميع من الحركة السياحية النشطة وينتعش الاقتصاد.
مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة، اليوم مع الإمارات و”عقبال التانيين”، ولا ينقصنا الا القليل من المواطنة وحب الوطن فنعيد سويسرا الشرق الى خريطة السياحة العالمية.