تظاهر المئات عند الحدود الإيرلندية ضد بريكسيت، معربين عن خشيتهم من أن يهدد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اتفاق السلام الموقع بين إيرلندا الشمالية، المقاطعة التابعة لبريطانيا، وجمهورية إيرلندا.
وشاركت زعيمة “شين فين” ماري لو مكدونالد والزعيم السابق للحزب جيري آدامز في التظاهرة التي ضمت نحو 300 شخص تجمعوا عند جسر قرب بلدة نيوري الحدودية، فوق الطريق السريعة التي تربط عاصمة إيرلندا الشمالية بلفاست بالعاصمة الإيرلندية دبلن.
وقالت العالمة البيئية المقيمة عند الحدود باتريشا مكغينيتي خلال مشاركتها في التظاهرة التي نظمت تحت شعار “أبناء الحدود ضد بريكست” إن “الطريق التي أسلكها والتي تستغرق حاليا ساعة ستتضمن ثلاثة معابر حدودية، ما يعني عبور ستة معابر حدودية يوميا”.
وشهدت إيرلندا الشمالية نزاعا داميا استمر ثلاثة عقود بين الجمهوريين القوميين والوحدويين، وانتهى عام 1998 بتوقيع “اتفاق الجمعة العظيمة”.
والاتفاق التاريخي الذي وقعته الحكومتان البريطانية والإيرلندية في 10 نيسان 1998 بدعم من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وضع حدا لثلاثين عاما من العنف السياسي والطائفي الدموي بين البروتستانت والكاثوليك أوقع أكثر من 3500 قتيل.
لكن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي وضع الاتفاق مجددا تحت المجهر. ويخشى كثر من أن يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى إعادة قيام حدود فعلية بينها وبين جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد والتي قد تشهد مجددا أعمال عنف.
وتشكل القضية إحدى النقاط العالقة التي تعوق إقرار مجلس العموم البريطاني اتفاقا أبرمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسل في تشرين الثاني الماضي ينظّم عملية خروج بلادها من التكتل.
وقد ارتدى متظاهرون زي عناصر الجمارك وندد أحد المتحدثين بما اعتبره “فوضى عارمة” في مجلس العموم البريطاني أغرقت العملية في حال من الضبابية والغموض.