IMLebanon

كرامي: مقبلون على أيام عصيبة وعلينا أن نعد العدة

أشار النائب فيصل كرامي إلى أن “الدولة الغائبة، سيزداد غيابها، لأن الاتجاهات السياسية والمالية في لبنان لا تشي أبدا بأن أصحاب القرار جادون في بناء دولة القانون والمؤسسات، وهو ما حصل فعلا، إذ إنهم بنوا لنا دولة الإفلاس والمديونية والضرائب والبطالة وانعدام الإنماء المتوازن وغير المتوازن، وهو ما نعيشه في ظل دولة منهارة عاجزة وغير راغبة في تطبيق العدالة الاجتماعية وفي أداء أبسط مسؤولياتها اتجاه شعبها، وحصرت اهتمامها بتطوير اقتصادات هجينة وهندسات مالية مريبة، تؤمن لها المزيد من الاستدانة والمزيد من الإنفاق والهدر والمزيد من النهب””.

وأضاف، خلال احتفال المستشفى “الإسلامي الخيري” بيوبيله الماسي: “لا شك أننا في الحكومة الحالية أمام وزير صحة استثنائي، هو جميل جبق وأنا لا أسوق هذا الكلام مجاملة له وهو يستحق كل الثناء، ولكنني أشد على يديه في انفتاحه على كل الواقع الصحي في كل مناطق لبنان، وعلى وضوح الأولويات لديه وهو ما لمسناه خلال جولاته على المستشفيات في المدن والبلدات”.

وتوجه إلى جبق: “أطلب منك، رغم علمي أن صندوق الدولة فارغ وأنهم يسعون عبر سيدر لملئه بمديونية جديدة (للعلم يا أخوان سيدر هو عبارة عن دين بغالبيته وليس هبات)، يدعون أنها ستوظف في استثمارات إنتاجية علما أن معظم المشاريع المدرجة في سيدر، هي مشاريع متوسطة وطويلة الأمد وليس لها أي بعد استثماري إنتاجي، هذا من دون أن نتكلم ونتساءل عن كيفية صرف هذه الأموال وعن القدر الذي سيتم نهبه وهدره منها، في ظل سياسات المحاصصات المذهبية لدى القابضين على السلطة”.

ورأى أن “الواقع المالي الأسود في لبنان الذي وصلنا إليه، والذي حذرنا من الوصول إليه منذ العام 1992، يفترض بحكم المنطق والبديهيات وجود حكومة استثنائية، حتى لا نقول حكومة طوارئ ومن الواضح أن الحكومة الحالية، ليست في هذا الوارد، فلا هي حكومة استثنائية ولا هي حكومة طوارئ بل حتى هذه اللحظة لم تثبت لنا أنها حكومة إلى العمل”.

وقال: “إن الأرقام التي سمعناها من وزير المالية، وتلك التي سمعناها من حاكم مصرف لبنان، مرعبة والكارثة التي كنا ندعو إلى تجنب الوقوع فيها، أصبحنا في داخلها ولا أدري كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المصائب وهي التي عند أول مفترق يتعلق بالفساد وبالمراقبة وبالمساءلة، استحضرت كل أنواع التحريض المذهبي، لكي تؤكد لنا ما كنا نعرفه دائما وهو أن الحمايات الطائفية والمذهبية، لن تسمح بفتح ملفات الفساد”.

وأكد أن “اللبنانيين يخطئون حين يقولون وهم يرون هذه المهازل بأن الكل لصوص وبأن الكل شاركوا والكل تورطوا. هذا التعميم هو تعمية. هناك ناهبون وهناك شرفاء. هناك من مدوا يدهم وتوغلوا في المال العام وهناك من لم يسمحوا لأنفسهم بالتصرف بقرش واحد من أموال الناس. لا تنجرفوا إلى التعميم لأن هذا التعميم يحمي الفاسدين. وأقول لكم إن فئة لا بأس بها من السياسيين والعاملين بالشأن العام هم أصحاب أيادي نظيفة، وهم أصحاب مشاريع إصلاحية جدية وهم دعاة تغيير ومساءلة ولي الفخر بأن أقولها بالفم الملآن: إنني من هؤلاء السياسيين”.

وقال: “نحن مقبلون على أيام عصيبة وعلينا أن نعد العدة لمواجهة الانهيارات، خصوصا إذا استمرت وتمادت الحكومة في استرخائها، شاءت أم أبت، فإنها تسلم الكلمة للشارع لأن الناس لن تحتمل الفقر والمرض والجوع والتلوث والوعود الفارغة”، آملين أن “لا نصل إلى هذا المستوى من الانهيار”، وعاقدين “الأمل على بعض الأصوات النافذة والقادرة في الحكومة في إعادة ترتيب أولويات المرحلة على الصعيد الداخلي ماليا واقتصاديا واجتماعيا”.

وأضاف: “الأسبوع الماضي وفد إلينا وزير خارجية أميركا مارك بومبيو حاملا تصاريح نارية وربما مشاريع سرية. وشخصيا لم يكن لي أي تعليق، وقبل أيام قام رئيس أميركا دونالد ترامب بإهداء الجولان المحتل إلى إسرائيل وتزامن ذلك مع عدوان مسرحي على غزة وعلى حلب،وشخصيا لم أعلق أيضا. سأقول إن مهمة بومبيو وكما توقعت لها، باءت بالفشل الذريع، لقد أتى الرجل مهددا معربدا ووجد في لبنان عقلاء وأحرارا وأعتقد إنه عاد إلى بلاده مصدوما. أما إعطاء ترامب لنفسه الحق بإعطاء أرض عربية لإسرائيل هي الجولان ليس أكثر من أمر كاريكاتوري على فظاعته، فمن هو ترامب لكي يهدي نتنياهو أرضا ليست له؟”.

وأشار إلى أن “أميركا المنحازة عبر التاريخ إلى الكيان الصهيوني على حساب العرب والحق العربي، فلا قيمة طبعا لقرارات ترامب”، مضيفا: “فليعلم العالم كله بأننا لسنا هنودا حمرا ولن نكون هنودا حمرا ولن نكون عرضة للإزالة أو الإبادة”، مؤكدا “الجولان عربي سوري، شاء ترامب أم أبى، والقدس عربية فلسطينية، شاء ترامب أم أبى، وقد أكد لنا الثنائي الهزلي ترامب – نتنياهو، أنهما فقدا كل وسائل الدبلوماسية والتحايل الخبيث، حتى أنهما سببا صدمة في أوروبا وهو ما يكشف لمن شككوا في توجهاتنا بأن المقاومة الشعبية هي الحل”.

وأكد أنه “لولا هذه المقاوم، من كان يضمن عدم ضم جنوب لبنان إلى إسرائيل طمعا في مياه الليطاني، التي يحتاج إليها الكيان الصهيوني، بل لولا هذه المقاومة من كان الذي سيمنع إسرائيل في أن يكون لها قواعد وسفارة في قلب بيروت؟ ولولا هذه المقاومة من كان سيمنع ترامب من إهداء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى إسرائيل فوق البيعة؟”.