Site icon IMLebanon

التوقيت الصيفي: سلبياته وسُبل التأقلم معه

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

 

التوقيت الصيفي على وشك أن يبدأ، واللافت أنّ تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة قد تكون له انعكاسات عميقة على الصحّة. ما هي تحديداً وكيف تتحضّرون لهذا التغيير في الوقت؟

الهدف من التوقيت الصيفي هو منح الإنسان ساعة إضافية من النهار لنحو 8 أشهر من السنة. إنه لا يمدّ فعلياً مجموع ضوء النهار الكلّي، إنما «يأخذ» ساعة منه بعيداً من الصباح و«يقدّمها» للمساء.

ولكن بالنسبة للشخص العادي، فإنّ هذا الأمر يتلخّص في شيء واحد: خلال الأيام التي يتمّ فيها تغيير الساعات، يتمّ «ربح» ساعة من النوم في كلّ خريف، مقابل «خسارة» ساعة من النوم مطلع كلّ ربيع. هكذا علّق الطبيب الأميركي العالمي، د. أوز، عن هذا الموضوع.

ولفت إلى أنّ خسارة ساعة من النوم قد تبدو مجرّد مشكلة مُزعجة، غير أنّ الأبحاث العلمية أظهرت أنّ هذا التعديل في الوقت قد يؤثّر فعلاً في الصحّة.

 

عرقلة دورة النوم

يتمّ تحديد دورة النوم/الاستيقاظ الخاصّة بكلّ شخص من خلال إيقاع الساعة البيولوجية الذي بدوره يتأثر في الضوء والظلام. وبما أنّ التوقيت الصيفي يغيّر الوقت الذي يتحوّل إلى الظلام، فإنّ تعديل إيقاع الساعة البيولوجية يستغرق بعض الوقت. الأمر مُشابه تماماً لعند السفر إلى منطقة زمنية جديدة، حيث يستغرق إيقاع الساعة البيولوجية يوماً واحداً للتعديل عن كل ساعة في تغيير الوقت.

إنطلاقاً من هذه القاعدة، يحتاج الجسم إلى يوم واحد للتأقلم مع التوقيت الصيفي. يعني ذلك أنكم خلال هذا اليوم، ستشعرون بتعب أكثر ويقظة أقل من العادي.

الحصول على ساعة واحدة أقلّ من النوم قد يجعلكم أكثر إرهاقاً في اليوم التالي، وقد وجدت الدراسات أنّ هذا التفتّت في النوم قد يملك تأثيراً يمتدّ للأسبوع المقبل. وبشكل عام، فإنّ الحرمان من النوم قد يسبب مشكلات أخرى مثل انخفاض اليقظة. كذلك توصّلت مجموعة أبحاث إلى ارتفاع حوادث السير في الأيام التي تلي تغيير الوقت.

 

خطر جدّي

كشفت الدراسات بعض التأثيرات الأقلّ فهماً للتوقيت الصيفي. على سبيل المِثال، وجد العلماء من الولايات المتحدة الأميركية ارتفاعاً في عدد حالات النوبات القلبية التي تمّ الإبلاغ عنها في اليوم الذي يلي مباشرةً البدء بالتوقيت الجديد، ولكنّ إجمالي عدد النوبات القلبية خلال الأسبوع بأكمله لم يرتفع.

وبالمِثل، فقد ازداد خطر السكتات الدماغية في اليومين الأولين بعد بدء التوقيت الصيفي، ولكن عند النظر إلى الرقم الإجمالي للسكتات خلال الأسبوع، فلا يوجد أي تغيير.

 

كيف تتحضّرون لهذا التعديل؟

وفق د. أوز، فإنّ أهمّ شيء يمكنكم فعله هو الالتزام دائماً بنوم جيّد. يشمل ذلك الخلود إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت ذاته يومياً، وتفادي الأكل قبل بضع ساعات من موعد النوم، وتجنّب الشاشات الإلكترونية وغيرها من الأضواء الزرقاء قبل ساعات من النوم.

أمّا في اليوم الذي سيتمّ فيه تغيير الوقت، ولتفادي الحرمان من النوم، من المُجدي الخلود إلى الفراش قبل ساعة للاستمرار في الحصول على ليلة كاملة من الراحة.

ولكن في حال العجز عن النوم ساعة إضافية لأيّ سبب كان، المطلوب منكم العمل على تكييف أجسامكم مع التوقيت الصيفي بمقدار 15 دقيقة يومياً خلال الأيام التي تسبق التغيير.

 

وأخيراً، إنتبهوا جيداً إلى إشارات الحرمان من النوم، وإحذروا علامات النوبة القلبية (ألم في الفك أو الظهر أو المعدة أو الذراع، تعب مُفاجئ وغير مُبرّر، وضيق في التنفس…) أو السكتة الدماغية (تخدّر أو ضعف في الوجه أو الذراعين أو الساقين خصوصاً في جهة واحدة من الجسم، ارتباك، وصعوبة في التحدث أو الفهم، ووجع رأس شديد بِلا سبب واضح). وعند الشكّ في أيّ آثار ضارّة بالصحّة، سارعوا إلى استشارة الطبيب.