موقف وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو الإيجابي والمتقدم من عودة النازحين السوريين إلى بلادهم لم يكن في رأي المصادر الدبلوماسية مفاجئا للبنان، فـ”هو أتى في رأيها نتيجة ما سمعه خلال زيارته لبيروت من وحدة موقف لبنان من هذه القضية التي يشكل استمرارها عبئا ثقيلا وخطيرا يهدد لبنان ليس في اقتصاده وحسب بل في كيانه كدولة متنوعة متعددة الطوائف والمذاهب يعيش أبناؤها في نموذج فريد وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بالرسالة المفترض تعليمها وتعميمها”.
وتضيف المصادر لـ”المركزية”، أن “الموقف المتشدد الذي سمعه الوزير الأميركي من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لجهة مواجهة المواقف الرافضة لهذه العودة والشرح التفصيلي الذي قدمه للوزير بومبيو لتداعيات بقاء النازحين السوريين في لبنان على الصعد المالية والإنسانية والاجتماعية والكيانية كافة والأرقام التي أطلعه عليها على هذا الصعيد إضافة إلى لغة العقل والمنطق التي حدث فيها رئيس الجمهورية الوزير الأميركي، والملف المفصّل الذي سلمه إياه والذي طلب منه مراجعته بتأنٍ، قد ساهمت في هذا التغيير الأميركي من ملف النازحين وعودتهم إلى بلادهم خصوصا في المناطق والقرى الآمنة وتقديم المساعدات لهم في تلك المناطق التي قد يساهمون في إعادة إعمارها”.
وردا على سؤال حول ملاقاة لبنان الموقف الأميركي بموقف مماثل، وما خلصت إليه الزيارة الرئاسية إلى موسكو، تقول المصادر: “إن لبنان سيتعامل بايجابية أكبر مع الموقف الأميركي ورئيس الجمهورية على ما علمت دعا بدوره إلى اتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة للانفتاح في ملف النازحين على الإدارة الأميركية ممثلة بوزير الخارجية وسواه من المسؤولين في الكونغرس والهيئات الرسمية والمدنية الداعمة للبنان والعمل من أجل ترجمة هذا الموقف مع ما يتطلع إليه لبنان من تأمين عودة آمنة وكريمة للنازحين، وبحيث تكون للولايات المتحدة أيضا مواقف غير معارضة لمضمون لقاء الرئيسين عون-بوتين من قرارات خصوصا لجهة الاجتماعات التي قد تعقد بين البلدان المعنية بالعودة وهي لبنان وسوريا وروسيا وإمكان توسيع هذا الإطار ليشمل لاحقا سائر البلدان التي تستضيف النازحين”.
وختمت، مشيرة إلى أن “ما يقوم به الأمن العام اللبناني في ملف النازحين يلتقي إلى حد بعيد مع المبادرة الروسية التي وعد الرئيس بوتين بتفعيلها قريبا”.