رأى البابا فرنسيس إن الحواجز المادية لن تحل مطلقا مشكلات الهجرة ولكن حلها يتطلب توفير عدالة اجتماعية وتصحيح الخلل الاقتصادي في العالم. وأيد أيضا البابا فرنسيس، مع بداية زيارة تستمر يومين للمغرب، جهود الملك محمد السادس لنشر نموذج معتدل من الإسلام يشجع الحوار بين الأديان ويرفض أي شكل من الإرهاب أو العنف باسم الدين.
وقال البابا إن ”قضية الهجرة لن تحل مطلقا من خلال إقامة حواجز أو إثارة الخوف من الآخرين أو وقف مساعدة من يطمحون بشكل مشروع لحياة أفضل لهم ولأسرهم”، مضيفًا: “نعرف أيضا أن تعزيز السلام الحقيقي يأتي من خلال تطبيق العدالة الاجتماعية التي لا غنى عنها لتصحيح الخلل الاقتصادي والقلاقل السياسية التي تلعب دائما دورا رئيسيا في إثارة الصراعات وتهديد البشرية كلها”.
وجعل البابا الدفاع عن المهاجرين واللاجئين جزءا أساسيا من عظته وقال إنه يشعر بقلق على ”مصيرهم المظلم في الغالب ” وإنه يجب على الدول التي تستقبلهم إدراك أن المهاجرين اضطروا لترك ديارهم بسبب الفقر والاضطراب السياسي.
وتوجه البابا فرنسيس (82 عاما) من المطار إلى وسط المدينة في سيارة بابوية بيضاء في الوقت الذي سار فيه الملك محمد السادس (55 عاما) بجانبه في سيارة منفصلة مكشوفة قديمة من طراز مرسيدس 600 بولمان سوداء إنتاج عام 1969 .
وبعد الظهر تحدث البابا من جديد عن الهجرة خلال زيارة لمركز إيواء تديره الكنيسة. ووصف البابا الهجرة بأنها “جرح كبير وعميق ما زال عالمنا يعاني منه في بداية القرن 21”.
وقال إن للمهاجرين واللاجئين حقوقا وكرامة ”بصرف النظر عن وضعهم القانوني“ وأن على الدول التي تستضيفهم رفض “كل أشكال التمييز وكراهية الأجانب”.
ودافع البابا فرنسيس عن “حرية الضمير والحرية الدينية”، في خطاب ألقاه في ساحة مسجد حسان بمدينة الرباط، ضمن زيارته إلى المغرب.
وقال: “من الضروري أن نجابه التعصب والأصولية بتضامن جميع المؤمنين، جاعلين من قيمنا المشتركة مرجعا ثمينا لتصرفاتنا”.
وأضاف أن “حرية الضمير والحرية الدينية -التي لا تقتصر على حرية العبادة وحسب بل يجب أن تسمح لكل فرد بالعيش بحسب قناعاته الدينية- ترتبطان ارتباطا وثيقا بالكرامة البشرية”.
وزار البابا والعاهل المغربي ”معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات“ الذي أسسه العاهل المغربي في 2015.
ويصور المغرب نفسه على أنه واحة للتسامح الديني في منطقة يمزقها التطرف. ويوفر المغرب تدريبا للوعاظ المسلمين من أفريقيا وأوروبا على ما يصفه بالإسلام المعتدل. وأشاد البابا ،في أول زيارة بابوية للمغرب منذ 34 عاما، بالعاهل المغربي لتوفيره ”تدريبا سليما لمكافحة كل أشكال التطرف الذي يؤدي في الغالب إلى العنف والإرهاب ويمثل في جميع الأحوال إساءة للدين ولله نفسه”.
وقال العاهل المغربي إن “التطرف سواء كان دينيا أو غير ذلك مصدره انعدام التعارف المتبادل والجهل بالآخر بل الجهل وكفى”.
وختم: “ذلك أن التعارف المتبادل يعني رفض التطرف بكل أشكاله …ولمواجهة التطرف بكل أشكاله فإن الحل لن يكون عسكريا ولا ماليا بل الحل يكمن في شئ واحد وهو التربية”.