Site icon IMLebanon

زيارة عون لموسكو: خرق للأعراف… ووفدٌ “ناقص”!

كتب ناصر زيدان في صحيفة “الانباء الكويتية”:

كانت الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون الى روسيا الأسبوع الماضي، شديدة الأهمية وتحمل دلالات واسعة، ونتائجها المباشرة برزت واضحة في موضوع النازحين السوريين، بحيث قيل إن التعميم الذي صدر عن وزارة الخارجية السورية، والقاضي بالسماح للنازحين بالعودة الى سورية من دون اتخاذ إجراءات عقابية بحق المخالفين منهم، يقف وراءه الجانب الروسي، وجاء بطلب لبناني.

ومن جوانب الأهمية للزيارة، أنها جاءت في توقيت مهم تمر به المنطقة بعد القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقاضي بالاعتراف «لإسرائيل» بالسيادة على الجولان المحتل. وقد استفاد الجانب الروسي من هذا التوقيت لإعلان التضامن مع العرب ضد مثل هذه القرارات المجحفة.

أما في الجانب الآخر للزيارة، فمن الواضح أن تفاهمات حصلت على مجموعة من الملفات التي تتعلق بالنفط والغاز وزيادة التبادل التجاري والتعاون العسكري المستقبلي.

كما أن كلام الرئيس فلاديمير بوتين أمام الوفد اللبناني «في كون لبنان شريكا قديما لروسيا في الشرق الأوسط، وفي أن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين دخلت عامها الـ 75، وفي أن روسيا تقيم علاقات جيدة مع مختلف الأطراف اللبنانيين»، فيه إشارة واضحة لأهمية لبنان، وربما يحمل ردا غير مباشر على كلام الرئيس عون أمامه، والذي شكر فيه روسيا على دورها في حماية الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط، وهو ما لا يريد بوتين تسليط الضوء عليه على ما يبدو.

وعلى الزيارة المهمة الكثير من الملاحظات، منها ما أثير بين القوى السياسية اللبنانية، ومنها ما تحدثت عنه أوساط ديبلوماسية رفيعة المستوى.

يقول ديبلوماسي مخضرم لا يريد الإفصاح عن اسمه: ان زيارة الرئيس عون الى موسكو فيها خرق لأعراف العلاقات بين الدول، بحيث تم الإعلان عنها انها «زيارة دولة» وليست زيارة بمناسبة محددة، وفي التقاليد، أن زيارة الدولة لأي رئيس يفترض أن تضم وفدا مرافقا يمثل كل الجوانب التي سيتم إثارتها في المباحثات، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بزيارة دولة الى عاصمة مهمة مثل موسكو، وجوانب المباحثات تطرقت الى ملفات مهمة، من المفترض أن يطلع عليها الوزراء المختصون.

كما أن إغناء الوفود الرئاسية بتمثيل سياسي واسع، يعطي قوة ومكانة للرئيس الزائر، ويعبر عن احترام كبير للدولة المضيفة.

ويرى سياسي لبناني واسع الإطلاع، أن تركيب الوفد المرافق للرئيس عون أساء الى بعض جوانب الزيارة – بالشكل على أقل تقدير- لأنه لم يضم إلا صهر الرئيس وزير الخارجية جبران باسيل وابنته المستشارة الرئاسية ميراي عون وبعض الموظفين.

وكان يفترض بمثل هذه الزيارة المهمة أن يرافق الرئيس الوزراء المختصون بالملفات التي تم بحثها في الزيارة، ومنها الملفات النفطية والزراعية والصناعية والاقتصادية والدفاعية، وبالتالي يكون لحضور هؤلاء الوزراء معنى سياسيا كبيرا ويملأون النصاب الوطني الذي يغني دور الزيارة.

مهما يكن من أمر، فإن زيارة الرئيس عون الى موسكو في هذا الوقت بالذات، مهمة ومفيدة، وتلاقي إجماعا من القوى السياسية كافة، كما أن الجميع يتطلع الى دور روسي فاعل يساعد في عودة النازحين السوريين، ويكبح جماح المتطرفين.