كتبت كارول سلوم في صحيفة “اللواء”:
تمكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال مشاركته في القمم العربية، من تسجيل مواقف متمايزة تحمل صفة المبادرة من جهة والمصارحة بحقيقة الواقع من جهة ثانية. وفي كل قمة كان يحضر فيها كان خطابه له وقعه بفعل مضمونه واستخدامه لمفردات يحتاجها العالم العربي في هذا الزمن.
اما في قمة تونس، فإن مشهد الخطاب الرئاسي المتكامل تكرر وتكرر معه نجاح لبنان في تبني الورقة اللبنانية والتضامن مع لبنان.
ووصفت مصادر في الوفد اللبناني كلمة الرئيس عون بانها شكلت تدرجا في مصارحة الرئيس اللبناني للقادة العرب وهو الاسلوب الذي اعتمده منذ تسلمه سلطاته الدستورية في كل القمم العربية التي شارك فيها والتي كان يضيء في كل منها على خطر داهم يلفت فيه نظر القادة العرب الى امكانية حدوثه ما جعل مضامين كلماته في القمم محطات استشرافية سعى الى لفت انتباه القادة العرب اليها.
وأعربت مصادر الوفد اللبناني الى القمة العربية التي انعقدت في تونس، عن ارتياحها للموقف الذي اتخذه المؤتمر بالتضامن مع لبنان وتبني ورقة العمل التي تقدم بها معربة عن الامل في ان تترجم هذه القرارات الى خطوات عملية لا سيما لجهة توفير الدعم السياسي والاقتصادي له وللحكومة، وتأكيد حق اللبنانيين في تحرير او استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر التي اشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمته الى مخاوف من ان يشمل القرار الاميركي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري، هذه المناطق المثبتة لبنانيتها وفقا للاصول.
وتوقفت مصادر الوفد اللبناني عند اهمية اقرار القمة العربية بحق اللبنانيين في مقاومة اي اعتداء على اراضيهم بالوسائل المشروعة والتشديد على اهمية التفريق بين الارهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي التي هي حق اقرته المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي وعدم اعتبار العمل المقاوم عملا ارهابيا. ولفتت المصادر الى ان القمة التي تبنت موقف لبنان في مطالبته بتنفيذ قرار مجلس الامن الرقم 1701 عبر وضع حد لانتهاكات اسرائيل وتهديداتها الدائمة له ولمنشآته المدنية وبنيته التحتية، دعمت ايضا القرارات الناتجة عن المؤتمرات الدولية في روما وباريس (مؤتمر سيدر). كما اشاد بالجيش اللبناني وتضحياته في مكافحة الارهاب وحث الدول العربية على المساهمة في تعزيز قدرات الجيش اللبناني وتمكينه من القيام بالمهام الملقاة على عاتقه، كونه ركيزة لضمان الامن والاستقرار والسلم الاهلي في لبنان».
ورأت مصادر الوفد اللبناني بان ترحيب القمة بمبادرة الرئيس عون الداعية الى «انشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار» تؤكد على لبنان كمركز للحوار بين مختلف الحضارات والاديان بالتزامن مع دعوة القمة لضرورة المحافظة على الصيغة اللبنانية الفريدة القائمة على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وكذلك صيغة التعايش بين الاديان، والحوار في ما بينها.
وكان اللافت في قرارات القمة، وفق المصادر نفسها، الترحيب بتشكيل الحكومة الجديدة، والاقرار بالجهود التي يبذلها لبنان حيال النازحين السوريين والتشديد على ضرورة مؤازرته ودعمه وتقاسم الاعباء والاعداد معه، ورفض لبنان لاي شكل من اشكال اندماج النازحين او ادماجهم في المجتمعات المضيفة والسعي لتأمين عودتهم الامنة الى بلدهم في اسرع وقت باعتبارها الحل المستدام للنازحين من سوريا الى لبنان.
واشارت المصادر الى ان لبنان تلقى دعما عربيا واضحا بعد قرار القمة بما يقوم به لترسيخ الاستقرار الماكرواقتصادي والمحافظة على الاستقرار النقدي وتحقيق النمو الاقتصادي ومنح التراخيص للتنقيب عن النفط ووضع استراتيجية وطنية عامة لمكافحة الفساد وتعزيز القضاء.