خلال زيارته إلى لبنان التي استمرت يومين، خصّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو “صديقه الرائع” على حدّ قوله، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة بزيارة في مقر المطرانية في الأشرفية برفقة عقيلته سوزان.
وأعلنت المطرانية في بيان، أن “البحث تطرق إلى أمور تخص الكنيسة الأرثوذكسية والرعية الأنطاكية في ويتشيتا-كنساس، كَون عقيلة بومبيو تنتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية (من أصول سورية) وكانت على علاقة وثيقة بالرعية المذكورة”، علماً أن ولاية كنساس التي ترشح عنها بومبيو فيها جالية لبنانية أرثوذكسية من مرجعيون وجالية سورية، من هنا نشأت علاقة بين بومبيو والمطران عودة الذي كان يزور الجالية اللبنانية هناك سنويا.
لكن أبعد من الطابع الأرثوذكسي إذا جاز التعبير للقاء بومبيو بالمطران عودة، أشارت أوساط سياسية واكبت زيارة وزير الخارجية إلى دار المطرانية لـ”المركزية” إلى “الاثر الروحي والإنساني لها، إذ أن المطران عودة الذي يعرف بومبيو وعقيلته منذ زمن (بيان المطرانية ذكر أن بومبيو وعقيلته كانا قد زارا الدار في تشرين الثاني من العام 2015، وشاركا في القداس الإلهي الذي أقامه عودة في كنيسة البارين أنطونيوس وبورفيريوس في دار المطرانية) واجتمعا أكثر من مرة في أعقاب زيارة بومبيو لبيروت عندما كان رئيسا للاستخبارات الأميركية، أثار معه مسألة الوجود المسيحي في الشرق وما يتعرض له المسيحيون من حملات اضطهاد ومضايقات لدفعهم إلى الهجرة وترك مناطقهم، والحوادث التي حصلت في أكثر من دولة عربية في الأونة الأخيرة أكبر دليل”.
ولم يتوقّف النقاش بين المطران عودة وزائره الأميركي عند الواقع المرير الذي يعيش فيه مسيحيو الشرق، بل طلب سيّد الدار، وفق الأوساط السياسية من بومبيو، “مساعدة بلاده كَونها دولة عظمى ولها تأثير ونفوذ قوي في المنطقة، استعجال إعادة المسيحيين النازحين (لاسيما في العراق وسوريا) إلى بلادهم لضمان المحافظة على تنوّع المنطقة وإبقائها واحة حوار وتلاقٍ بين الأديان والحضارات، وهذا يُساعد على محاربة الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرّف المُنتشر في العديد من دول المنطقة ويشوّه صورتها”.
وإلى مسألة مسيحيي الشرق، أثار المطران “موضوع النزوح السوري الذي يُرهق كاهل لبنان واللبنانيين والخشية من بقائهم وتوطينهم على غرار ما حصل مع الفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان عام 1948 هربا من الحرب على أمل العودة واستقرّوا في البداية في خيم، وها هم موزّعون في مناطق لبنانية عدة وداخل مخيمات”.
وفي السياق، لفتت الأوساط السياسية إلى أن “المطران عودة طلب من بومبيو بأن تُكثّف الإدارة الأميركية عملها في هذا الشأن من أجل استعجال عودتهم إلى مناطقهم، لاسيما أن جزءاً كبيراً من سوريا بات أمنا ومستقرا، كما أن لبنان الذي يستضيف العدد الأكبر من النازحين بالمقارنة مع مساحته الجغرافية وعدد سكانه، أصبح يضيق بسكانه وهو لا يستطيع أن يوفّر الخدمات والبنى التحتية لما يزيد على 7 ملايين ساكن بين لبناني وسوري وفلسطيني”. ووفق الأوساط، فإن الوزير الأميركي “وعد المطران عودة بالاهتمام شخصيا بالموضوع”.