تُعتبر ظاهرة انشغال الأب من إحدى الظواهر المنتشرة في عصرنا اليوم، عصر تتكاثر فيه المسؤوليات وتتفاقم فيه الأوضاع المعيشية.
فقد ينشغل الأب أو الزوج في تحقيق طموحاته والسعي وراء المراكز لتأمين مستقبل مهني له، ويأتي هذا الانشغال أحياناً على حساب الاهتمام بالزوجة والأولاد. ويبرّر بعض الرجال انشغالهم بالعمل هذا بأنّه نابع من نيّة حسنة هدفها تحسين وضع العائلة المعيشي وتأمين القدرة المادية لتلبية جميع حاجات ومتطلبات العائلة. ويحاول الزوج المشغول أن يشعر زوجته دائماً بأنّ هذا الوضع طبيعي، لكنّ طبيعة الحياة تستوجب من الإنسان الكدح لتحقيق التوازن بين العديد من الواجبات المتنافرة.
لذلك، من الضروري إرساء توازن بين الانغماس في العمل والاهتمام بالزوجة والأولاد، ولا بدّ من إدراك أهمية دور الأب التربوي قبل أن يجد أنّ ولده قد انحرف، فماذا ستفيده أمواله وأعماله حينئذ؟
أمّا الزوجة، فعليها بدورها تفهّم واجبات زوجها تجاه عمله. وتكمن المشكلة الأساسية عند معظم الزوجات في أنّهن يفكّرن بالأمور من وجهة نظرهن فقط. فيملن أحياناً إلى ظلم الزوج وتحميله المزيد من الأعباء. إضافة إلى عدم فهم ظروف الزوج ودوره، وثمّة زوجات لا يحاولن القيام بأنشطة خاصة يملأن بها أوقاتت فراغهنّ.
ويمكن للزوجة اعتماد النصائح التالية للتعامل مع انشغال زوجها بأفضل طريقة:
1- لا تقولي إنّ زوجك لا وقت لديه للاهتمام بك وبأولادكما، لأنّ هذا ليس حقيقيّاً. فالمشكلة ليست في الوقت وإنّما في «تنظيم الوقت». وعمل الزوج يحتاج إلى مشاركتك له في وضع برنامج مرن يتناسب مع وقته هو. والعبرة ليست بعدد الساعات التي يقضيها الزوج في المنزل، وإنما كيف يقضي ذلك الوقت معكم ويستفيد منه.
2- حاولي أن تجعلي مواعيد ثابتة يوميّاً للجلوس معه ومع الأطفال ولو لفترة بسيطة. واحرصي على مشاركته لكم وجبة أو وجبتي طعام يوميّاً بحسب وقته.
3- تقرّبي منه بمهاتفته في عمله للإطمئنان عنه أو ترك رسالة ودّية على جواله تشعره أنك تشتاقين إليه، حتى في عزّ انشغاله بالعمل لأنّه سيلتزم بالرد عليك ومبادلتك الرسالة بمثلها.
4- أشعريه دائما أنه رجل ناجح وعزّزي طموحه وطلبه للعلم أو العمل، وحاولي مشاركته في اهتماماته دون إزعاجه، ولا تشعريه بأيّ تقصير تجاه البيت.
5- حاولي أن تعطي بعض المسؤليات التربوية لزوجك، واتفقي معه على أنها من واجباته مثل: أخذ الأولاد إلى لمشاهدة مبارايات كرة السلّة أو مشاهدة المسرحيات الثقافية أو اصطحابهم إلى السوق…
