رأى اللواء أشرف ريفي أن “لبنان يعيش أسوأ مرحلة في تاريخه”، مشيرًا إلى أن “السيادة منتهكة، والمال العام يتم نهبه على يد مافيا لا تتورع عن السرقة حتى لو لم يعد هناك القليل لسرقته”.
ولفت ريفي، في كلمة في صالون “ناريمان غانم الجمل الثقافي” في طرابلس، إلى أن “موقع لبنان العربي والدولي يهتز ويكاد يسقط بسبب دويلة السلاح التي استنزفت صورة الدولة وحولتها إلى دولة فاشلة على كل الصعد.
وأضاف: “لقد كانت لنا مواقف واضحة مما نعيشه الآن، وتوقعنا ما سيحصل. لقد عرفنا مسبقًا أن هذا العهد سيكون الأسوأ على لبنان، الذي يدفع الآن فاتورة مضاعفة سياسية واقتصادية بسبب الأنانيات السياسية والجشع إلى السلطة والمال، وبسبب التخلي عن أبسط واجبات الدولة التي وقعت تحت وصاية حزب مسلح يقرر فيها سياستها الخارجية، ويمسك بمفاصلها الأمنية، ويطلق، يا للعجب، حملة مكافحة للفساد بعد خراب البصرة، فيما كان هو عنوان كبير للفساد، وملاذًا للفاسدين، الذين احتموا به مقابل حمايته لفسادهم ونهبهم للمال العام”.
وتساءل: “أي دولة هذه يحاكم فيها كبار الفاسدين صغارهم، منصبين أنفسهم قضاة في محكمة الفساد وهم المدانون بسلوكهم وفضائحهم وصفقاتهم؟ أي دولة هذه تتعطل مرافقها الحيوية وتنهار على وقع النهب المنظم؟ أي دولة هذه يصل حجم القطاع العام فيها إلى مستويات قياسية بسبب التوظيف الانتخابي الذي هو الوجه الآخر لاسترهان الناس وكرامتهم ولقمة عيشهم؟ أي دولة هذه يستمر فيها النهب على وقع الإفلاس، فلا خجل أمام الدول المانحة التي تراقب، ولا خشية من مواطن خدروه بالطائفية والزبائنية”؟
وتابع: “بالله عليكم، هل سبق أن جاهر أي طرف بالتمسك بتلزيم قطاع الكهرباء بتكلفة مليارات الدولارات، خارج هيئة المناقصات ودوائر الرقابة؟ أية وقاحة هذه؟ عن صهر العهد أتكلم. إن تلزيم بناء معامل الكهرباء خارج دوائر الرقابة هو سرقة مسبقة وموصوفة لا تنطلي على أحد، وهو أمر مرفوض، وسيؤثر سلبًا على مؤتمر “سيدر” لمساعدة لبنان، فالرجاء الانتباه لخطورة الأمر”.
كما سأل: “أي دولة هذه وفئة مسلحة منها تهيمن على قرارها، وتسلمه لإيران فيما خطابها الرسمي في جامعة الدول العربية ينحاز لنظام قاتل ويضع لبنان في العزلة؟ أي دولة هذه يطلب من شعبها أن يتحمل مسؤولية الانهيار الاقتصادي من قوته ومستقبل أبنائه؟ أي دولة هذه ميناؤها ومطارها خارج سلطتها، وحدودها سائبة؟ أي دولة قرار السلم والحرب فيها لقائد الحرس الثوري الإيراني؟ أي دولة يتجرأ فيها المسؤول على خرق الدستور؟ أي دولة يتكلم رئيسها عن حماية الأقليات متناسيًا قسمه أمام اللبنانيين، ومتجاوزًا شعارات الأبوة الزائفة؟ أي دولة هذه تحكمها عائلات حاكمة”؟
وتوجّه ريفي إلى الحضور قائلًا: “أيها الأصدقاء، نحن مدعوون اليوم لقول “لا” كبيرة لهذا السلوك المدمر. نحن مدعوون لقول الحقيقة. هذا العهد خرق كل العهود. نحن مع جميع اللبنانيين المحبين للبنان مدعوون لوقفة شجاعة إذا ما كان هناك بعد من فرصة للإنقاذ، وهذا يستوجب وضع اليد باليد بين جميع المؤمنين بأن الفرصة لم تفت بعد”.
وشدد على أن “المطلوب إصلاحات جدية وسريعة لاستعادة التوازن المالي، والمطلوب ألّا يتحمل الفقراء وزر الأزمة، فالفساد أفقرهم، ويراد الآن تدفيعهم ثمن وقف الانهيار. والمطلوب قبل أي شيء استعادة القرار السيادي للبنان الوطن الأسير”.
وأوضح “أننا قمنا بخطوة المصالحة من أجل تحقيق هذه الأهداف وتفويت الفرصة على من يتربص بنا، من أجل طرابلس التي تنوء تحت الحرمان ومن أجل لبنان”.
وختم: “عبركم أنتم، النخبة المفكرة والمتحررة من كل قيد، أدعو إلى التمرد على هذا الواقع الأليم، وإلى صياغة تحالف وطني يواجه الفساد والوصاية، ويؤسس لوطن يليق بأبنائنا. الفرصة لم تفت بعد”.