استقبل عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبد الله الثاني وزير الدفاع الياس بوصعب، الموجود في الأردن للمشاركة في فعاليات منتدى الاقتصاد العالمي المنعقد في البحر الميت.
ونقل بو صعب لملك الأردن تحيات رئيس الجمهورية ميشال عون، فبادله الملك عبد الله بالتعبير عن احترامه الكبير لعون، وعن العلاقات المتينة التي تربط بين البلدين.
وبحث الجانبان في المشاكل المشتركة بين لبنان والاردن والحلول الواجب اعتمادها لما فيه مصلحة البلدين. وتم في هذا الإطار التطرق للمساعادات التي قدمها سابقًا الأردن وللتعاون العسكري الممكن حصوله في المستقبل.
وبعد لقائه ملك الأردن، عقد بو صعب اجتماعًا مع رئيس الحكومة ووزير الدفاع الأردني عمر الرزاز، حيث شكل أفق التعاون الاقتصادي في المجالات كافة أساسًا للنقاش بين الطرفين، فكان تشديد على ضرورة تنظيم لقاءات عمل بين حكومة لبنان والأردن بالوزارات المعنية لتطوير سبل التعاون، سواء بملف الكهرباء أو المياه الذي سبق وأثاره رئيس مجلس النواب نبيه بري في زيارته الأخيرة للأردن.
إلى ذلك، وفي إطار فعاليات المنتدى، شارك بو صعب في لقاء حواري حضره كل من وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي وعمان يوسف بن علوي بن عبدالله ووزيرة التجارة الدولية والتعاون الإنمائي في هولندا سيغريد كاغ.
وأعلن المكتب الإعلامي لبو صعب أن النقاش تركز خلال اللقاء “على أزمة المنطقة التي يعود أساسها للاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية، وهذا ما شكل اجماعا لدى المجتمعين. وهنا كانت مداخلة لبو صعب، أتت ردا على سؤال عما إذا كانوا مستعدين للحديث مع اسرائيل لحل المشكلة، فرد بو صعب بالقول: “لا يجب ان نتوجه لإسرائيل فنحن نتحدث مع المجتمع الدولي الذي هو من دعم اسرائيل وعمل على تقويتها، وبالتالي فالحل هو بالضغط من خلاله على اسرائيل لوقف احتلالها للاراضي العربية”، وكان اللافت هنا تأكيد المجتمعين على أن الجولان أرض سورية محتلة من اسرائيل”.
وذكّر بو صعب في مداخلته بما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون من “أنه لا يمكن لأحد أن يهب شيئا لا يملكه أصلا”. لينطلق منها فيؤكد أن “الحل يبدأ بحل أساس الأزمة وهو احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية، فيشكل هذا الحل مدخلا لحل شامل في المنطقة”.
وعند حديث كاغ على ضرورة اعتماد سياسة التطوير بالمجتمعات، عقّب بو صعب قائلا: “نحن في لبنان نطور نفسنا ونحارب الفساد ونعمل على خطط اصلاحية، إلا أن العائق هو في المشكلة التي تخلقها اسرائيل مع الدول العربية سواء بلبنان أو سوريا أو حاليا بأزمة الجولان، وبالتالي فبمجرد حل هذه المسألة يكون ذلك أساسا لحل يستفيد منه الجميع”.
ولم يغب ملف النزوح السوري وتداعياته على لبنان عن مداخلة بو صعب الذي انطلق من “ضرورة تعاون المجتمع الدولي لحل الأزمة، لأن لبنان لم يعد يحتمل العبء الاقتصادي الأمني والاجتماعي، ولاسيما ان تداعيات هذه الأزمة التي تفاقمت أخيرا ستكون دولية”.
كما ذكّر بو صعب في هذا الاطار المجتمعين بأن لبنان “انتصر عسكريا على الارهابيين، إلا ان هذا الأمر لا يعني أنهم لن ينشطوا من جديد، ولاسيما بعدما خسروا في سوريا”، مشيرا إلى “أنهم باتوا يشكلون خطرا على المجتمع الدولي ككل، من هنا لا بد من التعاون بين المجتمع الدولي لمحاربة الفكر الارهابي والقضاء عليه”.