دعا وزير الصحة العامة جميل جبق السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى أن “تتكاملا معا من أجل دعم قطاع الاستشفاء في لبنان والخطة الاستشفائية التي نعمل عليها ورفع السقوف المالية، كي نصل الى صيغة لا تخضع فيها المستشفيات الحكومية لمحدودية السقوف المالية”.
كلام جبق جاء خلال جولة له برفقة وزير الصناعة وائل أبو فاعور في مستشفى راشيا الحكومي، في حضور نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، والنائب محمد القرعاوي.
وتوجه ابو فاعور الى وزير الصحة بالقول: “نرحب بك في هذه المؤسسة التي كان مقدرا لها ان تكون واحدة من المستشفيات الحكومية الريفية الكئيبة الحزينة المتروكة والمنسية والمهملة، ولكن شاءت الاقدار والنيات الطيبة ان تمتد اليها ايادي الخير، فكانت يد وليد جنبلاط التي امتدت الى هذه المنطقة وهذه المؤسسة بداية في انشاء قسم غسيل الكلى الذي تبرع به جنبلاط والشيخ وجدي ابو حمزة، ثم كانت تلك النعمة في ان حللنا في وزارة الصحة وأنصفنا هذه المنطقة مثلما انصفنا غيرها من المناطق”.
وأضاف: “هذه المستشفى كانت تضم اربعين سريرا، انشئ القسم الجديد واصبحت 80 سريرا، وتم الاتفاق مع احدى الشركات على انشاء قسم pet scan، فأنشئ وأصبح مقصدا لكل الفقراء اللبنانيين من الشمال الى بيروت الى الجنوب والبقاع، من دون ان نكلف الدولة اللبنانية ليرة واحدة، انشئ قسم الـMRI الذي بات يضم، الى قسم الـpet scan، احدث ماكينتين في الجمهورية اللبنانية. وأيضا استطعنا ان نجهز في القسم القديم جناحا للتوليد، وتم توسيع ماكينات غسيل الكلى من 4 الى 8 ماكينات في الوقت نفسه، وتم ايضا تجهيز غرفة جراحة العيون، والدكتور سليمان ابو لطيف الذي بات علما من اعلام الطب في العالم والذي اصبح زميلا في المعهد الملكي البريطاني في الكلية الملكية البريطانية لطب العيون، سيأتي كي يكون الطبيب المسؤول عن هذا المركز في هذه المنطقة، وتم تجهيز قسم جراحة الاعصاب والعمل جار على توسيع قسم العناية الفائقة وقسم تمييل القلب اصبح في المراحل الاخيرة، وأتمنى ان تشرفنا قريبا لافتتاحه”.
وأردف: “لدينا في ذمة وزارة الصحة حتى اللحظة قسم الطوارئ الذي اقرت له منذ كنا بوزارة الصحة هبة كويتية بقيمة 300 مليون ليرة لتجهيزه، اضافة الى هبة يابانية على الطريق”.
وتابع: “على مستوى الكادر الطبي والتمريضي، اضافة الى الكفاءات الموجودة في المستشفى، هناك عدد كبير من الاطباء والممرضين الذين باتوا يأتون من زحلة وبيروت الى المستشفى وهذا هو الانجاز المهم، استطعنا منذ خمس سنوات ان نقيم نظام بريدجنغ، أي تجسير مع جامعة الحكمة بداية ثم مع الجامعة اللبنانية في مرحلة لاحقة لكي يحصل كل الممرضين والممرضات على شهادة الاجازة في التمريض. والقسم الاكبر من الممرضين والممرضات كان لديه شهادات TS، ولكن مع هذا النظام الذي مولناه من وزارة الصحة ولا يزال مستمرا مع الجامعة اللبنانية، اصبح لديهم شهادة اجازة لانهم اساس في المستشفى. واصبح لدينا شعبة تمريض في الجامعة اللبنانية، نأمل في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء بعد ان رفعها وزير التربية اكرم شهيب تحويلها الى فرع في كلية الصحة، كما اقمنا عقدا واتفاقية مع كلية الطب في الجامعة اللبنانية واصبحت كلية الطب تدرب اطباءها في مستشفى راشيا الحكومي للاستفادة من الخبرات الطبية وتوسيع دائرة المعارف في المستشفى”.
وختم أبو فاعور: “أكرر الترحيب بك، بشخصك، وأنت زميل عزيز، والترحيب بك بمن تمثل ردا وعطفا على ما كتب اليوم، وأنا اعلم ان التعاون بيننا وبينك سيكون كاملا لخير هذه المنطقة التي منذ ان نظر اليها وليد جنبلاط نظر نظرة المحبة والانماء والتطوير التي ادت الى ان تكون هذه المنطقة نموذجية تطبق فيها اعلى معايير اللامركزية الادارية. ونحن واياك سويا من اجل تعزيز المستشفيات الحكومية في لبنان”.
من جهته، دعا وزير الصحة السلطتين التنفيذية والتشريعية الى “التكامل معا من أجل دعم قطاع الاستشفاء في لبنان والخطة الاستشفائية التي نعمل عليها ورفع السقوف المالية كي نصل الى صيغة لا يكون فيها سقوف للمستشفيات الحكومية، إذ إنني لا أفهم كيف أن مستشفى حكومي يحتاج لتحديد سقف مالي وهو يطبب المواطن اللبناني؟ إن المستشفيات الحكومية في لبنان يجب ألّا تخضع لمحدودية السقوف المالية”. وقال: “إن الألم في لبنان واحد، فوجع ابن راشيا هو نفسه يصيب إبن البقاع وبعلبك والشمال والجنوب، المعاناة واحدة، ونحن نعمل محاولين اصلاحها، والطريق طويل، لكنه ليس صعبا”.
وإذ لاحظ أن “مستشفى راشيا الحكومي، ورغم الامكانات المتواضعة، تحولت إلى مستشفى نموذجية تستقبل المرضى من كل لبنان”، شدد على “ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز قطاع الاستشفاء في لبنان ولسد حاجات المواطنين”.
وعن السقوف المالية، ذكر جبق أنه لا يفهم الكلام عن تحديد السقوف للمستشفيات الحكومية في لبنان، “وهذا غير مفهوم وواضح، وعلينا كسلطتين تنفيذية وتشريعية وكتل سياسية دعم خططنا الصحية للنهوض بالقطاع الصحي والاستشفائي لنصل إلى حصول المواطن اللبناني على تطبيب شامل بعيدا عن الكلام عن توفر سقف مالي، فالمستشفيات الحكومية يجب ألّا تخضع لسقف مالي رغم الضائقة الاقتصادية التي تواجهها الدولة، وهذا ما نعمل عليه”.
بدوره أثنى الفرزلي على جولة جبق في راشيا، مؤكدا أن “منطقة راشيا والبقاع الغربي تسودها الألفة والمحبة والتسامح والجمع، الأمر الذي يجب أن ينعكس بين أصحاب الشأن وبين الوزراء والنواب”. وأكد لوزير الصحة “أننا سنقف إلى جانبك في السلطتين التنفيذية والتشريعية خدمة لهذه المنطقة وما تقوم به”.
وفي حاصبيا كان لجبق محطات عدة، منها في دارة النائب طلال ارسلان، دارة النائب أنور الخليل وفي مستشفى حاصبيا الحكومي، حيث كان في استقباله وزير الدولة لشؤون المهجرين صالح الغريب، النائبان اسعد حردان وعلي فياض.
وألقى جبق كلمة قال فيها: “جئت الى حاصبيا لنتفقد المستشفى الحكومي، بحيث كنت اتوقع ان يكون على قدر آمال أبناء هذه المنطقة، منطقة الصمود، وإذ بي أجد مستشفى هالكا، وسنعمل لتأمين كل المقومات المطلوبة ليكون مستشفى بكل ما للكلمة من معنى، وسأحاول بعد اجتماعي مع مديره ان نحصل على كل الطلبات التي من شأنها تنمية هذا الصرح الطبي، وكل المطلوب لتحسينه سيكون جاهزا على مكتبي الاسبوع المقبل، وسندرج المستشفى مع مناقصات المستشفيات الباقية، حتى نمولها ونجهزها بشكل كامل”.
وأضاف: “لا شك ان القطاع الصحي في لبنان يعاني من مشاكل كبيرة، وهذه المشاكل بحاجة لحل جذري، ونحن بدأنا بالحل مع استئصال الفساد بكل الإدارات الموجودة بالمستشفيات، وهمنا تأمين سرير لكل مريض في لبنان وتأمين الدواء لكل محتاج، وخاصةً من يعاني من الامراض المزمنة الذين يجدون الصعوبات في تأمين الادوية التي كلفتها مرتفعة. غايتي اليوم ان اغطي حاجات الشعب اللبناني بشكل كامل”.