كتبت جنى جبّور في “الجمهورية”:
أحدث التطور السريع في استعمال المناظير والروبوتات ثورة هائلة في عالم الطب، لا سيما في الجراحات النسائية، حيث اصبح بإمكاننا الاستغناء عن «الجراحة التقليدية» في الكثير من الحالات، واستبدالها بالوسائل الحديثة التي تعمل بدقة متناهية، وتؤمّن نتائج مذهلة ولا تتطلب سوى فتحات صغيرة في جسمنا.
تخضع آلاف النساء يومياً الى الجراحة التقليدية للتخلص من المشكلات النسائية التي يمكن أن تواجههنّ، الامر الذي يقلقهن لا سيما بسبب الفتحات الكبيرة التي تتركها الجراحة والالم الذي يرافقها، والوقت الطويل للتعافي والعودة الى ممارسة النشاطات الروتينية. أمّا اليوم، فالامر تبدّل، والعلاجات باتت اسرع على الطبيب واسهل على المريض، ولمعرفة اكثر عن هذه التطورات، حاورت «الجمهورية» رئيسة قسم الجراحة النسائية والتوليد في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي الدكتور رنا سكاف التي استهلّت حديثها قائلةً إنّ «70 الى 80 في المئة من الحالات الحميدة عند السيدات، والتي كانت تتطلب الجراحة، اصبح بإمكاننا إجراؤها بواسطة المنظار (Laparoscopy)، مثل علاج الياف الرحم، الاكياس، أورام المبايض، المشكلات في الانابيب، وحبل خارج الرحم. أمّا بالنسبة للروبوت فهو امتداد (extension) للمنظار وليس بديلاً عنه، وكل العلاجات التي يمكن القيام بها بالمنظار، يصلح استعمال الروبوت فيها، علماً أنّه لا يتفوّق على المنظار بالامراض الحميدة، بل في بعض حالات السرطانات النسائية كسرطان عنق الرحم وسرطان المبيض والانابيب».
فوائد للمريضة
الفائدة الاساسية لتطور الوسائل العلاجية، تعود الى المريض بشكل خاص، إن كان من ناحية الآثار الجانبية أو مدّة التعافي. وتعدد د. سكاف ايجابيات المنظار على الشكل الآتي:
– الجراح والثقوب: تراجعت من الـ10 و15 سم، الى ما بين الـ1 سم و5 ملم.
– شفاء سريع وسليم: خروج المريضة من المستشفى بوقت اسرع وبأقل ضرر ممكن
– مضاعفات اقل قبل وبعد الجراحة.
في المقابل، تمنعنا بعض الحالات من استعمال المنظار كالولادة القيصرية مثلاً، أو في بعض الحالات الحرجة والطارئة، التي تستدعي التدخل السريع، دون توفر الوقت لتجهيزالمنظار، بالاضافة الى رغبة الطبيب المعالج أو شعوره بالراحة اكثر لإجراء العملية بالطريقة التقليدية».
نفخ البطن
قد تكون نتيجة استعمال المنظار او الجراحة التقليدية نفسها، فالطريقتان ستؤمّنان استخراجَ الرحم مثلاً، الّا أنّ الوسائل الحديثة توفر على المريض الكثير من المعاناة. ولكن ماذا عن مضاعفات المنظار؟ تجيب د. سكاف «المضاعفات إثر الجراحة بالمنظار، هي تماماً كتلك المرتبطة بأيّ عمل جراحي، ولكني اشدّد أنّ نسبة حصولها اقل بكثير. مع العلم أنّنا نضطر خلال استعمال المنظار، الى نفخ البطن بواسطة ثنائي أكسيد الكربون (Carbon dioxide) الذي يمكن ان يسبب الالم في الاكتاف والبطن في اليوم التالي للعملية، اذا لم يستخرج من الجسم بالطريقة الصحيحة، الّا أنه يخرج بعد فترة قليلة من الجسم ومن تلقاء نفسه».
شاركوا طبيبكم القرار
التزوّد بالمعرفة والوعي والثقافة الطبية، امور اساسية على الجميع التمسّك بها حفاظاً على صحتهم اولاً ولمنع حصول الاخطاء ثانياً. وفي هذا الاطار تشير د. سكاف الى أنّ «كل سيدّة تشكل وطبيبها فريقاً، وبالتالي اقول لها: انتِ مسؤولة عن صحتك، تماماً كطبيبك المعالج، لذلك عندما يوجّهك طبيبك الى ضرورة العمل الجراحي، عليك فهم السبب، فالطب يرتكز على المنطق الذي يجب أن يقنعك، واذا لم تقتنعي فهذا يعني أنّ هناك شيئاً غير صحيح»، مشددةً «لا، لست ابالغ ابداً، فهذا جسمكِ وعليك طرح كل الاسئلة لفهم ادقّ التفاصيل، فلماذا تعرفين كل ميزات وتفاصيل جهازك الذكي، ولا تعرفين ما يجب معرفته عن جسمك؟ ناصحةً في ختام حديثها بضرورة «مشاركة الطبيب القرار، فهذا حقكم وواجبكم وارجوكم ابتعدوا عن ذهنية «سلّمنا امرنا للحكيم، هوي لي بيعرف».