غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على “تويتر” الاثنين قائلا: “حتى النقاش الموضوعي ممنوع بوجود هذا الحقد الأعمى وهذه التحاليل الجيوسياسية كما يصفونها. لا بأس فإن مياهنا ستبقى صافية مقدسة بعيدا عن تلك الأقنعة الحاقدة من الكتبة والأزلام الذين يزوّرون التاريخ ويخطئون في الجغرافيا وهم قابعون في دوائر الظلام”.
وجاء كلام جنبلاط تعليقا غير مباشر على كتابات تناولت العلاقة بين جنبلاط وبين “حزب الله” بعدما ألغى الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، اجتماعا كان يفترض أن يعقد بين معاونه الحاج حسين الخليل وبين جنبلاط الأحد الماضي. وجاء إلغاء الاجتماع كما أوضحت مصادر في “الاشتراكي”، رسالة من نصر الله احتجاجا على إلغاء وزير الصناعة وائل أبو فاعور ترخيص مصنع الترابة والإسمنت لمشروع آل فتوش (إسمنت الأرز) في جرود بلدة عين دارة الشوفية الأسبوع الماضي، كان منحها الوزير السابق للصناعة الذي كان يمثل “حزب الله” في الحكومة السابقة حسين الحاج حسن.
وكانت قامت احتجاجات على مشروع معمل الإسمنت نظرا إلى أثره البيئي على المنطقة، من قبل أهالي عين دارة والمنطقة المحيطة شملت دعاوى قضائية ضد إنشاء المعمل.
واستغربت قيادة التقدمي موقف “حزب الله” السلبي من قرار أبو فاعور، خصوصا أن الأخير كان أبلغ مسؤولين في الحزب نيته اتخاذ قرار بإلغاء ترخيص إقامة المعمل قبل أكثر من شهر، وشرح ما اكتشفه من ثغرات قانونية في قرار منح الترخيص، فضلا عن الآثار البيئية التي يرتبها والقرارات القضائية الصادرة في هذا الصدد. وكان المسؤولون في “حزب الله” وعدوا بإجابة أبو فاعور على ذلك، لكنهم لم يفعلوا في وقت كان عليه الالتزام بمهلة قانونية لحسم الأمر، فأصدر قرار الإلغاء.
إلا أن قيادة “حزب الله” سربت نبأ إلغاء نصر الله الاجتماع الذي كان يُعد له بين معاونه وبين جنبلاط، مضيفة إلى سبب إلغاء الرخصة أسبابا أخرى للخلاف هي مواقف جنبلاط من عودة النازحين السوريين وانتقاداته واتهامه النظام السوري بإخضاع العائدين للسجن والقتل… فضلا عن موقفه المعروف ضد العلاقة اللبنانية الحكومية مع النظام.
وذكرت مصادر مطلعة أن “حزب الله” رأى أن تصرف “الاشتراكي” يشكل “إهانة للحزب” بينما اعتبر “الاشتراكي” أن ما حصل “افتراء” على جنبلاط، خصوصا أن مواضيع الخلاف كانت على الدوام مدار نقاش وحوار متواصل على قاعدة “تنظيم الاختلاف”.
وانعكس الأمر على زيارة قام بها وزير الصحة الصديق لـ”حزب الله” جميل جبق إلى منطقة راشيا لمتابعة قضاياها الصحية، والتي يمثلها أبو فاعور في البرلمان. إلا أن الأخير كان في استقبال الوزير، فيما ظهر حضور أمني ل”حزب الله”، وجرى استعجال إنهاء المناسبة التي كان يفترض أن يحضرها رئيس “اللقاء النيابي الدموقراطي” تيمور جنبلاط.