Site icon IMLebanon

تحريك قضية المعتقلين بالسجون السورية: دولتنا “مقصّرة”

هل مَن يجفف دموع الأمهات اللواتي ينتظرن خبراً عن ابنائهن المعتقلين في السجون السورية؟ اولئك الامهات اللواتي تعبت الأرض من وطأة أقدامهن وملّت الخيم التي نصبت في ساحة الشهداء من شدّة الانتظار، وتحمّلن حرّ الصيف الحارق وبرد الشتاء القارس، وافترشن الأرض بدموعهن الحارة، على أمل أن يجدن آذاناً صاغية لدى اهل السلطة او يجدن من يحنّ عليهن ولو بخبر “صغير” يفرّج كربتهن او اية معلومة تكشف مصير أبنائهن، وهل هم على قيد الحياة أم ماتوا تحت وطأة التعذيب في غياهب السجون السورية. كما أن البعض منهن غادرن هذه الحياة قبل بزوغ اي بصيص أمل يريح قلوبهن الثكلى من شدة الألم على مصير ابنائهن المجهول. ولكن، حتى اليوم لا جواب.

لكن إعلان اسرائيل منذ عدة أيام عن تسلمها رفات الجندي زخارايا بومل، أحد الجنود الإسرائيليين الستة الذين فقدوا في 11 حزيران 1982، في معركة السلطان يعقوب مع الجيش السوري في البقاع اللبناني، أعاد الأمل إلى قلوب أهالي المعتقلين والمخفيين قسراً في السجون السورية.

وما حرّك القضية مجدداً أيضاً، تسليم رئيس حركة “التغيير” ايلي محفوض منذ أيام عدّة، كتابا الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، يتضمن ملفا حول قضية المعتقلين في السجون السورية، أرفقه بلوائح إسمية وتفاصيل عن ظروف الإعتقال والإحتجاز القسري، طالباً الكشف عن مصير مئات المعتقلين اللبنانيين والمخفيين قسرا في السجون السورية.

رئيس “لجنة المعتقلين السياسيين اللبنانيين المحررين من السجون السورية” علي ابو دهن أكد عبر “المركزية”، “أن إعادة رفات الجندي الاسرائيلي شكّلت حافزاً في تحريك القضية مجدداً. إنما مع الاسف الشديد، نعاني من تقصير الدولة اللبنانية، فلا احد من المسؤولين يسأل او يبالي، وتقتصر “عجقة” الوزراء في التسابق الى سوريا لإعادة التطبيع، ولا أحد منهم يطالب بحل قضية المعتقلين”.

وأعرب عن شعوره “بالألم” ووجّه “وخزة الى ضمير المسؤولين علّه يصحو فيطالبون بالكشف عن مصير المعتقلين”، وأضاف: “يزورون سوريا للحصول على نصيب في إعادة الإعمار او إنشاء شركة لكسب الأموال، ونسوا كرامة المعتقلين المتواجدين في السجون السورية”.

وتابع: “من المعيب جداً ان نلتجئ الى الصليب الاحمر الدولي او لجنة حقوق الانسان الدولية او الى إحدى السفارات او اي احد في الخارج للمطالبة بمعتقلينا، امام دولتنا “المقصّرة”. وهذه من اقل واجبات الدولة تجاه مواطنيها. فليتمثلوا باسرائيل التي بذلت كل جهودها لاستعادة رفات زخاريا، بينما الدولة اللبنانية على علاقة جيدة مع السلطات السورية ولا تطالب بمواطنيها”.

ولفت الى “اننا على علاقة جيدة بروسيا، التي يقال انها ساهمت في الكشف عن مكان وجود رفات زخاريا. كذلك “حزب الله”، كما ان الرئيس ميشال عون زار روسيا منذ فترة قصيرة، فلماذا لا يطالبونها، اذا كانوا لا يريدون مطالبة سوريا مباشرة”.

ورفع أبو دهن الصوت باسم كل أهالي المعتقلين قائلاً “قلبنا مجروح، ولا نعرف الى من نلتجئ لمساعدتنا”، وختم: “يعتمون على القضية ظناً منهم أننا سننسى ولكنني أؤكد لهم أننا لن ننسى معتقلينا. حتى لو متنا، سيطالب اولادنا بهم من بعدنا”.