استغربت أوساط “حركة الاستقلال” “الضجة التي يفتعلها تيار “المردة” من خلال إصراره على محاولة احتكار زغرتا الزاوية وكأنها “ملك شرعي” له، في حين أثبت نتائج الانتخابات النيابية أن الزغرتاويين صوّتوا لمصلحة كسر هذا الاحتكار ولمصلحة إعادة التوازن والتعددية والحرية السياسية إلى قضاء زغرتا.
ولم تستغرب الأوساط نفسها، لـ وكالة “أخبار اليوم”، أن “يكون “المردة” حاول استغلال زيارة رئيس التيار “الوطني الحر” الوزير جبران باسيل إلى قضاء زغرتا لإعادة إطلاق حملة شعواء على معوض وباسيل، وهي حملة تتكرر في كل مرة يزور قضاء زغرتا أي طرف سياسي من دون المرور ببنشعي مع العلم أن زيارة باسيل تأتي ضمن سلسلة زيارات إلى كل الأقضية في لبنان، وهي من ضمن الحقوق السياسية البديهية لأي حزب أو تيار وهو ما شكل تحديدا أحد أبرز العناوين التي خاض رئيس “حركة الاستقلال” المعركة الانتخابية النيابية على أساسها، وهو كسر الاحتكار في زغرتا الزاوية التي يجب أن تكون مساحة حرية لكل الأطراف السياسية من دون استثناء وفي طليعتها “القوات اللبنانية” والتيار “الوطني الحر” والمجتمع المدني وأي قوة تريد التعبير عن نفسها سلمياً وديمقراطيا، عوض أن تكون زغرتا الزاوية كما يشاؤها البعض مساحة احتكار لفريق سياسي يسعى لمنع غيره من العمل السياسي فيها.
وفي هذا الإطار كان لافتاً أن تيار “المردة” اتهم في السابق النائب معوض بأنه “حصان طروادة” لمصلحة “القوات اللبنانية” في زغرتا، وها هم “المردة” يكررون الاتهام إنما يحوّلون التصويب باتجاه التيار “الوطني الحر”، والهدف الحقيقي غير المخفي على أحد هو أنهم يريدون منع كل آخر مختلف عنهم من العمل السياسي في زغرتا الزاوية!
أما في ما يعني “حركة الاستقلال من زيارة باسيل، فالأهم يتلخص بحسب المصادر على مستويين: الأول تأكيد باسيل في زيارته التي بدأها من متحف يوسف بك كرم وضريح الرئيس الشهيد رينه معوض، كما في خطابه، على أن زغرتا الزاوية مساحة للتنوع ويجب أن تبقى وهو لذلك وجه التحية لكل من يوسف بك كرم والبطريرك الدويهي وللرئيس الراحل سليمان فرنجية ولبطل الاستقلال حميد فرنجية وللمؤرخ العلامة جواد بولس كما للرئيس الشهيد رينه معوض، في تأكيد منه على احترام رجالات زغرتا الزاوية وتاريخها والتنوّع فيها.
كما أن محاولات “المردة” اللعب على بعض الأوتار الداخلية لا يمكن أن تنجح كما على سبيل المثال اللعب على وتر استبدال النائب السابق جواد بولس في الانتخابات المقبلة، والكل يعلم أنه عمود فقري في “حركة الاستقلال” والحليف الوفي والصادق للنائب ميشال معوض الذي لا يمكن أن يتخلى عنه، وأساسا لم يطرح أحد التخلي عنه.
أما المستوى الثاني فيتعلق في البُعد الإنمائي للزيارة، سواء في اغتنام معوض فرصة الزيارة لإعادة التأكيد على أولوية إعادة زغرتا الزاوية إلى خريطة الإنماء وخريطة مشاريع “سيدر”، والسعي لإعادة إحياء قلب زغرتا التاريخي واستعادة هويته الزغرتاوية نتيجة الخطر الذي يتهدده بفعل الواقع الديمغرافي الذي يمثله حجم النزوح السوري على سبيل المثال لا الحصر. وأيضا مشاريع البنية التحتية ومشاريع الصرف الصحي في قضاء زغرتا وأبرزها معالجة مشاكل نهر رشعين إضافة الى دعم المدرسة الرسمية في زغرتا الزاوية.
أما أهمية الزيارة إلى “مؤسسة رينه معوض” فتتمثل بالسعي للاستفادة من تجربتها الزراعية بهدف خلق شراكة بين الدولة والقطاع الخاصة والمؤسسات غير الحكومية للمساعدة على تأمين دعم لمشاريع المزارعين وتسويق إنتاجهم الزراعي “تا يبقى اللبناني بأرضو”.
وأكدت المصادر، في الختام، أن “زيارة باسيل إلى زغرتا الزاوية لم تكن لتثير “حسياسات” تيار “المردة” لو كان باسيل حليفه، وهو كان زار زغرتا سابقاً أيام حلفهم ولم يعترضوا يوما على تلك الزيارات. ولذلك فإن الشعارات نفسها التي ما فتئ مسؤولو “المردة” يستعملونها منذ العام 2005 وحتى اليوم باتت ممجوجة وكلها تندرج تحت عنوان واحد: الإصرار على محاولة احتكار زغرتا الزاوية ومنع التعددية، وهو ما نجح النائب ميشال معوض في كسره في الانتخابات النيابية الأخيرة التي فاز فيها بأصوات وازنة فاجأت الجميع، وبالتالي فإن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء مهما بلغ توتر البعض!