أشار اللواء أشرف ريفي، خلال مهرجان انتخابي في القبة دعمًا للمرشحة ديما جمالي، إلى “أننا اليوم ننطلق إلى مرحلة جديدة، وإلى صفحة جديدة بيضاء”، داعيًا إلى أن “نكون يدًا واحدة ولنقف وقفة رجل واحد، في مواجهة الأخطار، وما أكبرها”.
وقال: “ختمنا الجرح الذي مزق وحدتنا، ختمًا مصدّقًا على ضريح رفيق الحريري. فإشهد دولة الرئيس من عليائك على قَسَم ألّا تفرّقنا الأيام الصعبة، حتى نصل إلى تحقيق الانتصار. إشهد علينا دولة الرئيس الشهيد، ألّا نمزق وحدتنا، ولو تمايزنا، فأهدافنا واحدة وقضيتنا واحدة. نعم لا عودة إلى الوراء، وأهلًا بالمصالحة بشجاعة ومن دون رياء”.
ولفت ريفي إلى “أننا سمعنا كلامًا خطيرًا الأربعاء يربط مصير لبنان بإيران، ويرهن قرار السلم والحرب بالدفاع عن الحرس الثوري الإيراني”، متوجهًا إلى أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بالقول: “لم يعطِك أحد تفويضًا باسمنا لتحارب بنا عن إيران. لم يعطِك أحد تفويضًا كي تجعل حياة أبنائنا وقودًا لمشروع ولاية الفقيه. لم يعطِك أحد تفويضًا عن بلد أوصلته التبعية للمشروع الإيراني إلى العزلة، وضربت اقتصاده، وهجرت شبابه، وشوهت صورته أمام العالم. لن نعطيك هذا التفويض، فالفوضى المذهبية نفذتها على مسؤوليتك”.
وأضاف: “السابع من أيار أنت مسؤول عنها. وهو يوم مشؤوم. نعم إنه يوم مشؤوم. وسيبقى كذلك إلى يوم الدين. والشباب اللبناني الذي زجيته في سوريا ليقتل الشعب السوري، مسؤوليتك أيضًا. والدعوة إلى الحرب نيابةً عن إيران وربما على أنقاض لبنان، ستتحمل وزرها أمام الله والتاريخ. سنبقى على تمسكنا بالمحكمة والعدالة، فشهداؤنا أمانة سنحافظ عليها، وحساب المجرمين آت لا محالة. سنواجه مشروعك ما بقي فينا عرق ينبض. نعم سنواجه المشروع الإيراني ولن نسلم بتحويل لبنان إلى وطن أسير”.
من جهة أخرى، نبّه ريفي إلى أن “المخاطر على لبنان كبيرة جدًا، اقتصاديًا وسياسيًا”، مؤكدًا أن “التضامن لم يعد بالنسبة لنا مجرد خيار، بل خشبة خلاص. لأجل هذه الاسباب حصلت المصالحة، كي نحمي ساحتنا وطائفتنا ووطننا، وكي نمنع استهداف رجالنا”.
ثم توجّه بالتحية لرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي شارك في المهرجان، قائلًا: “بصبرك ووعيك وتضامن المخلصين مع قضيتك، رديتهم خائبين، 11 مليار خيبة مقابل 11 مليار افتراء”. كما توجّه للحريري بالتحية، قائلًا: “التحية للرئيس سعد الحريري الذي وقف بشجاعة منعًا لاستهداف من صمد في السراي الحكومي بوجه الغزو الميليشياوي”.
وإنمائيًا، قال ريفي: “نعرف جميعًا أن رفع الحرمان عن طرابلس ليس مسؤولية فرد أو حزب أو جماعة، ومع ذلك لا نعفي أنفسنا من المسؤولية. لقد سبق وقلت إنني أتحمل جزءًاً من المسؤولية، واكرر ذلك اليوم. لكن نحن كطرابلسيين وبكل صراحة تخطينا مرحلة تحديد المسؤوليات، إلى مرحلة تتطلب الإنقاذ العاجل”.
وبناءً على ذلك، دعا ريفي إلى “تشكيل فريق عمل اقتصادي وإنمائي بعيدًا عن أي انتماء حزبي، من كفاءات المدينة، يكون على تنسيق دائم مع الرئيس سعد الحريري لمتابعة المشاريع المنوي تنفيذها في طرابلس، وتلك التي هي في طور البناء”، مشيرًا إلى أن “مهمة هذا الفريق إنتاج الأفكار والأهداف التي تخدم المدينة اقتصاديًا، ومتابعة تنفيذها، خصوصًا عندما يتم صرف الأموال المخصصة من مؤتمر “سيدر” لإنماء المدينة”.
وفي عودة إلى المصالحة، قال ريفي: “لقد اختلفنا بحدة ومن دون عداء، وتصالحنا بشرف، من دون شروط ولا مكاسب. نعم لقد اختلفنا، لكن بعد اليوم وبإذن الله سبحانه وتعالى، لن يتحول أي تمايز إلى خلاف، وسيكون كل التقاء دفعًا جديدًا إلى تحقيق الأهداف. استحقاق الانتخابات يتجاوز المقعد النيابي، فالأولوية تقتضي الوحدة. استحقاق الانتخابات يأخذ بالاعتبار أن نعارض ونوافق، ونبدي الملاحظات البناءة، وننتقد من أجل تمتين قضيتنا”.
وأضاف: “عندما اختلفت مع الرئيس الحريري، تمسكت أكثر بمبادئي، وبقيت أشرف ريفي الذي تعرفونه. وعندما امتنعت عن الترشح للانتخابات، لم أفكر إلا بالمصلحة العامة، ففي الأزمات الكبرى لا مكان للأنانيات الشخصية. ما فعلته أريد منكم أن تأخذوه بعين الاعتبار، بغض النظر عن التحفظات المشروعة للبعض، وعن عدم قدرة البعض الآخر على تقبل أهمية المصالحة ووحدة الصف. لكنني متأكد أن الأغلبية تنفست الصعداء، عندما أزيح هاجس الفرقة جانبًا”.
ودعا “الطرابلسيين إلى المشاركة الكثيفة، فهذه مدينة رفيق الحريري مدينة ثورة الاستقلال. بأصواتكم ستحافظ على هويتها”، متابعًا: “وبكل صراحة أقول لمن لديهم ملاحظات محددة: التصويت في هذه الانتخابات هو لوحدة الصف، ونحن جميعًا أمام تحد كبير. فإلى صناديق الاقتراع بكل عزم وإرادة حرة، كي يكون استفتاء للديمقراطية وتأكيدًا للمؤكد: أننا كلنا طرابلس”.
وختم: “يوم الأحد المقبل، سنقترع لخيار وحدة الصف، سنقترع لخيار المصالحة، سنقترع لخيار الرئيس سعد الحريري. سنقترع للدكتورة ديما جمالي”.