Site icon IMLebanon

الكمأ… فطر “ثمين” بكلّ ما للكلمة من معنى

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

من المُحتمل جداً أنكم لم تسمعوا مُسبقاً بفطر الكمأ أو الفقع، المعروف بالـ»Desert Truffles»، ولكنه في الواقع من أهمّ المأكولات التي يمكن للإنسان تناولها على الإطلاق. فما هو تحديداً، وأي قيمة غذائية وفوائد صحّية يُخبّئها؟

على رغم أنّ الفطر بشكل عام لا يُرضي ذوق جميع الأشخاص، ولكنّ الكمأ يتمتّع بمذاق لذيذ جداً. ولمزيد من المعلومات عنه، أجرت «الجمهورية» حديثاً مع اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي، التي شرحت أنّ «شكل الكمأ شبيه بالبطاطا، ويتوافر بأحجام تكون إمّا صغيرة أو كبيرة. يُعرف هذا الطعام الذي ينمو فقط في الصحراء بـ»نبات الرعد» لأنه يصبح متوافراً بعد تساقط الأمطار على عمق يتراوح بين 10 إلى 15 سنتيمتراً تحت الأرض، واللافت أنه يُعتبر من أغلى المأكولات في العالم بما أنه برّي 100 في المئة، أي أنّ الإنسان لا يسيطر على عملية نموّه».

قيمته الغذائية

وعلى الصعيد الغذائي، أوضحت أنّ «الكمأ يُعتبر مصدراً مهمّاً للبروتينات، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على النباتيين خصوصاً. كذلك فهو يزوّد الجسم بجرعات عالية من الألياف التي تُعالج الإمساك وتخفّض معدل الكولسترول العالي في الدم، ومعادن مثل الفوسفور والحديد والكالسيوم، والفيتامينات B، خصوصاً B1 وB2 وB6 وB12، التي تساهم في دعم وظائف الجهاز العصبي، إضافةً إلى الفيتامين D. فضلاً عن أنه يحتوي على نسبة قليلة من الدهون الجيّدة غير المشبّعة التي تؤدي دوراً مهمّاً في سلامة الشرايين والصحّة العامة».

…والصحّية

وفي ما يخصّ المنافع الصحّية، أفادت أبو رجيلي أنّ «الدراسات وجدت أنّ الكمأ يخفّض الكولسترول وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمنع الشيخوخة المُبكرة، ويقلّل الإجهاد التأكسدي، ويحمي الكبد من التلف، ويساعد على علاج هشاشة العظام، ويُهدّئ التهابات العين، ويُستخدم لمُداواة اضطرابات الرؤية، وهو مفيد جداً للأشخاص الذين يشكون من ارتفاع ضغط الدم. فضلاً عن أنه يساهم في معالجة مشكلة هشاشة الأظافر، ويقلّل خطر الإصابة بالأمراض السرطانية، ويمنح الجسم النشاط والحيوية، ويدعم الجهاز المناعي بفضل خصائصه المضادة للميكروبات والأكسدة، ويُعتبر بديلاً صحّياً للحوم».

طرق تناوله

وعن سُبل تناوله، أشارت إلى أنه «لا يمكن إطلاقاً تناول الكمأ نيئاً لأنه يسبب عسر الهضم، بعكس الأنواع الأخرى من الفطر التي يمكن تناولها غير مطهوّة. هناك طرق متعددة للتلذّذ بالكمأ المقشور والمسلوق، بحيث يمكن تتبيله بقليل من الزيت والثوم والحامض، أو تحضيره على شكل يخنة، أو إضافة إليه شرائح البندورة وصلصتها مع قليل من زيت الزيتون والحامض والبهار والملح».

وختاماً، علّقت أبو رجيلي بالقول إنّ «كلفة الكمأ الباهظة يجب ألّا تكون عائقاً أمام إدخاله إلى الأطباق. فهو يملك قيمة غذائية وصحّية ثمينة جداً يمكن الإفادة منها عن طريق تناول كمية ضئيلة منه من فترة إلى أخرى».

ودعت «الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في المعدة والأمعاء، وأيضاً الذين يشكون من الأمراض الجلدية كالإكزيما، إلى الامتناع عن استهلاك الكمأ بما أنه قد يزيد وضعهم سوءاً».