أكد وزير الزراعة حسن اللقيس دور منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في “دعم جهود الوزارة للتمكن من تطوير جيل جديد من السياسات والاستراتيجيات والخطط الزراعية لمواجهة التحديات الحالية والمخاطر المستقبلية المرتبطة بالأمن المائي والأمن الغذائي وتطوير القطاع الزراعي”.
وشدد على أهمية “وضع سياسات ورؤية مشتركة تعنى بترسيخ مفاهيم الإدارة المتكاملة والمستدامة للمياه والأراضي في لبنان”، داعيًا “مؤسسات التمويل والمنظمات الإقليمية والدول المانحة إلى دعم الاستراتيجية الجديدة التي سيتم وضعها للسنوات المقبلة وتفعيل المشروعات الحالية والجديدة التي تنبثق عنها”.
كلام اللقيس جاء خلال استقباله، في مكتبه في الوزارة، الممثل الإقليمي للشرق الأدنى في “الفاو” عبد السلام ولد أحمد، يرافقه ممثل المنظمة في لبنان موريس سعادة، وتم خلاله البحث في عدد من الملفات الزراعية في إطار زيارة تهنئة وتعارف.
وتطرق البحث أيضًا إلى “ملف الري والمياه بعد الاجتماع المشترك الأول لوزراء الزراعة ووزراء المياه العرب، الذي عقد في مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، في حضور المدير العام لمنظمة الفاو جوزيه غرازيانو داسيلفا، وجرى خلاله البحث في آثار ندرة المياه على المجتمعات العربية، والحاجة الملحة لوضع أطر شراكات ملائمة وممارسات مبتكرة تواجه تأثيرات تغير المناخ على توفر المياه والزراعة، والتحديات الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الأمن الغذائي والمائي في المنطقة العربية التي تشهد تفاقمًا في ندرة المياه نتيجة لتغير المناخ، الظواهر المناخية المتطرفة، تقلص الأراضي الصالحة للزراعة، تسارع وتيرة النمو السكاني، عدم استدامة أنماط الإنتاج والاستهلاك من جراء أنماط العيش المتغيرة، تدهور البيئة، وتفشي الاضطرابات”.
يذكر أن الإعداد لهذا الاجتماع الوزاري تم من خلال المكتب الاقليمي لمنظمة الفاو بالتنسيق مع السكرتارية الفنية للمجلس الوزاري العربي للمياه والمنظمة العربية للتنمية الزراعية وصدر عنه “إعلان القاهرة” الذي أكد “الجانب الملح لمواجهة تحدي ندرة المياه من أجل تحقيق التنمية المستدامة”. ودعا “الحكومات العربية والشركاء إلى تفعيل آليات التنسيق الإقليمية وتعزيز تكامل السياسات عبر قطاعي الزراعة والمياه”. كما دعا إلى “زيادة الاستثمارات في إدارة المياه الزراعية والاستفادة من الابتكارات وإدارة البيانات وتحليلها وتبادل الخبرات”، وشدد على “زيادة التنسيق بين الشركاء وضمان إدماج فعلي للأمن المائي والأمن الغذائي العربي في استراتيجيات التنمية المستدامة”.
كما تطرق البحث إلى إعداد استراتيجية زراعية جديدة بالتعاون بين وزارة الزراعة والفاو لإقرارها والبدء بتنفيذها مع بداية العام المقبل، خصوصًا أن الاستراتيجية الحالية 2014 – 2019 قاربت على نهايتها. وتم الاتفاق على وضع هذه الاستراتيجية بطريقة جديدة تبدأ من المنطقة صعودًا إلى المحافظة وصولًا إلى المستوى الوطني، مع مراعاة خصوصية المناطق ودعم سلاسل الانتاج.
وكان اللقيس استقبل مدير برنامج الغذاء العالمي WFP عبدالله الوردات، وعرض معه لعمل المنظمة ونشاطاتها في لبنان، “وهو يعمل على ضمان حصول الفقراء من لبنانيين وسوريين على طعام كاف ومغذ على مدار العام، بالإضافة إلى المساعدات التقليدية المقدمة في شكل تحويلات نقدية لشراء الأغذية”. وتطرق البحث إلى “أهمية التعاون للقضاء على الجوع وتعزيز التماسك الاجتماعي والاستقرار في مواجهة عوامل تثقل كاهل الفقراء”.
وشدد اللقيس على أهمية أن “يأتي هذا التعاون بين مختلف المكونات الاجتماعية والاقتصادية والسلطات الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص لمكافحة الجوع عبر تأسيس برامج للتنمية المستدامة لتحسين الواقع الاقتصادي للفقراء في مختلف المناطق”.