Site icon IMLebanon

باريس تخشى على لبنان بعد قرار واشنطن ضد “الحرس الثوري”

أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان لها، عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب نظيره الإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي اجراه معه أول من أمس بتجنب أي تصعيد أو زعزعة استقرار المنطقة.

جاء ذلك بعد القرار الأميركي بوضع “الحرس الثوري” الإيراني على لائحة الارهاب. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ”الحياة”، إن باريس تتخوف من تشدد النظام الايراني بعد هذا القرار واستخدامه وسائله في المنطقة لزعزعة الاستقرار. وتتخوف في هذا الاطار على لبنان، حيث يعمل “حزب الله” لحساب ايران .

وقال المصدر إن القرار الأميركي بوضع مؤسسة “الحرس الثوري” الإيراني على لائحة الارهاب واسع النطاق، بمعنى أنه حسب القانون الاميركي لمكافحة الارهاب، فإنه يطال كل شخص له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالحرس الثوري الإيراني. كما أن كل الشركات التي لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالحرس الثوري ستكون على لائحة الارهاب وهذا يجعل علاقات الجميع في العالم الذي لديه مثل هذه العلاقة، يقع تحت القرار الأميركي.

وأعطى المصدر الديبلوماسي الفرنسي مثلا على ذلك بالقول: “إذا كانت هناك جامعة أو مؤسسة تتعاون مع أي أحد من مؤسسة الحرس الثوري أو من هو قريب منه، فإن الشخص الذي يتعامل مع هذه الجامعة أو المؤسسة، يُعتبر متواطئا مع الإرهاب الإيراني، وكذلك المؤسسة المعنية “. ورأى أن هذا له تأثير على كل مؤسسة او شخص يعمل مع إيران والولايات المتحدة.

ورأى المصدر لـ”الحياة” أن هناك تشديداً للعقوبات الاميركية على “حزب الله” بتوجه مواز للقرار الأميركي حيال الحرس الثوري الإيراني. ومع القرار ضد الحرس فإن مساهمة حزب الله في المؤسسات العامة والخاصة والثقافية في لبنان يمكن أن تخلق بعض الهشاشة في العلاقات اللبنانية الاميركية. وتخشى باريس مع هذا القرار الاميركي، من خطورة أن يتشدد النظام الايراني ويقرر بعض الإجراءات الانتقامية مع استخدام ما لديه من وسائل في المنطقة ومن بينها حزب الله في لبنان”.

وعن رأي باريس بالوضع في لبنان قال المصدر إن الأوساط المتابعة للوضع فيه ترى أنه ملتبس، من حيث أن هناك الآن رئيس للجمهورية وحكومة ورئيس حكومة وبرلمان يعملون مع إمكانية انطلاق الإصلاحات في المؤسسات والدولة. لكن هناك من جهة أخرى التأثير السلبي جدا للظروف الإقليمية الضاغطة على لبنان، خصوصا السورية والإيرانية. وضغط هاتين الدولتين موجود في شكل كتزامن، ومن الواضح أن كلا من القوى السياسية المختلفة المتمثلة بالرئيس ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل، ورئيس الحكومة سعد الحريري، يتلمس كيفية تحديد موقعه حيال “حزب الله” وسوريا وإيران وهذا له تأثير معطل بالنسبة إلى القرارات اللبنانية.

أما عن عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا فباريس “تختلف في تحليلها مع الرئيس عون حول ذلك. هو يرى أنه يكفي أن توقف الأسرة الدولية المساعدات المالية لبقائهم في لبنان ليعودوا. وباريس تعتقد أنه إذا عاد الرجال من اللاجئين سيجبرون على الخدمة في الجيش السوري، إضافة الى أن النظام يفرض إجراءات متشددة على عودتهم، مع إدخال الكثيرين الى السجن، فضلا عن أن جميع الذين دُمرت منازلهم لا يمكنهم العودة، وبشار الأسد لم يتخذ أي إجراء لاستقبال اللاجئين بل على العكس يعتبرهم معارضين فكيف يعودون”؟

وأضاف المصدر الفرنسي نفسه، أن الوزير باسيل يقول للمجتمع الدولي ان هناك عددا متزايدا من العائدين الى سورية أكثر من الخارجين منها، لكن باريس ترى أن إحصاءات الجانب اللبناني تعتمد على حركة العمال الموسميين الذين يأتون إلى لبنان ويعودون، منذ سنوات وبالتالي هذه الاحصاءات غير مؤكدة . كما أن الجانب اللبناني يطلب من الفرنسيين ألا يقدموا المساعدات المالية الانسانية لهم كي لا يبقوا في لبنان. وأوضح المصدر أن روسيا باتت تقر بأن الأسد غير مستعد لاعادتهم.