رأى رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل أن “ما حصل في مجلس الوزراء لم يكن إقرارًا لخطة الكهرباء بقدر ما كان اتفاقًا على مخالفة قانون المحاسبة العمومية وكل قواعد التلزيم”، معتبرًا أن “إشراك دائرة المناقصات في العملية كما جاء ليس سوى وهم كبير”، حيث حذّر من “الثمن الذي سيدفع جراء هذه الإخفاقات المتتالية”.
كلامه جاء خلال استقباله وفدًا من الحزب “التقدمي الاشتراكي” ضم النواب مروان حمادة وهادي أبو الحسن وفيصل الصايغ وأمين عام الحزب ظافر ناصر ومستشار النائب تيمور جنبلاط حسام حرب والمستشار الاقتصادي محمد بصبوص، في حضور النائب الياس حنكش والنائب السابق فادي الهبر وأمين عام “الكتائب” نزار نجاريان ورئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي في “الكتائب” جان طويلة ومستشارة الجميل المحامية لارا سعادة.
وجرى في خلال اللقاء “عرض لورقة اقتصادية أعدها “الاشتراكي” تتناول الإصلاحات الضرورية على المستويات كافة للنهوض بالوضع الاقتصادي المتردي. وقدّم حزب “الكتائب” رؤيته الاقتصادية التي طرحها في برنامجه الانتخابي 131 وكانت مناقشة للورقتين وتم الاتفاق على مواصلة اللقاءات لبحث إمكان التعاون في نقاط التلاقي المشترك”.
وبعد اللقاء، قال حمادة: “في سياق جولة “اللقاء الديمقراطي” والحزب “التقدمي الاشتراكي” على القوى السياسية الفاعلة في البلد كانت لنا جلسة خاصة ومثمرة وحميمة مع حزب “الكتائب اللبنانية” برئاسة النائب سامي الجميل، وهذه الجلسة يمكن اختصارها بالعبارتين التاليتين “”الكتائب” بعض من “التقدمي” في المعارضة ونحن بعض من “الكتائب” في الحكومة” ومن هنا التنسيق المستمر بين الحزبين والكتلتين من أجل المصلحة العامة”.
وأضاف: “كانت لنا فرصة تقديم ورقة “التقدمي” إلى “الكتائب” وتلقي ورقتهم سيصار إلى درسهما وستشاهدون أكثر وأكثر قبل وبعد جلسات مجلس الوزراء والنواب وفي التعاطي مع الرأي العام التعاون الذي بدأ بين الطرفين منذ مدة طويلة توج في الجبل مع الرئيس امين الجميل والشهيد بيار الجميل والآن مع الرئيس سامي الجميل الذي تربطه علاقة شبه عائلية مع رئيس “الاشتراكي” ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط. هذا اللقاء سيكون استكمالًا لطريق واستكشاف لطريق يؤدي إلى إنقاذ الوطن في كل المعايير السيادية والاقتصادية والاجتماعية”.
واعتبر حمادة، ردًا على سؤال، أن “الاشتراكي في الكثير من مواقفه داخل الحكومة يكون أقرب إلى موقف “الكتائب” من موقف أعضاء الحكومة”، مؤكدًا “أننا سنكمل الطريق مع “الكتائب” بروح التعاون والصداقة”.
من جهته، لفت الجميل إلى أن “الكتائب” و”الاشتراكي” “يتقاسمان عددًا من المواقف المشتركة”، متمنيًا أن “ينتقلوا إلى المعارضة لتشكيل تكتل معارض أكبر في مجلس النواب”.
وأشار إلى “إخفاقات عديدة تحصل في البلد سندفع ثمنها جميعًا”، معتبرًا أن “الانتصارات الوهمية التي نسمعها على أكثر من صعيد هي في غير مكانها على الإطلاق في الوضع الذي يمر فيه البلد”.
وأضاف: “يهمنا أن نحصل على كهرباء 24 ساعة على 24 وهذا أسهل ما يمكن أن يتحقق في أي بلد في العالم، ونحن نتحدث كما لو كنا نطلق صاروخًا إلى القمر وهناك دول أكثر تأخرًا منا تمكنت من الحصول على الكهرباء”.
وسأل: “كيف سنحصل على الكهرباء وبأي ثمن وتطبيق الشفافية في هذا الموضوع؟”، آسفًا لأن “إقرار الخطة بالشكل الذي أتى فيه في مجلس الوزراء لم يكن اتفاقًا على إقرار الخطة بقدر ما كان اتفاقًا على مخالفة قانون المحاسبة العمومية وكل قواعد التلزيم وإشراك دائرة المناقصات لم يكن سوى وهم كبير فالوزارة هي من يضع دفتر الشروط ويفض العروض ولم يتبق من مهمة دائرة المناقصات غير أن تتم العملية في المبنى التابع لها فقط”.
وختم: “ما على الإعلام إلا أن يقرأ ما صدر عن مجلس الوزراء ليعرف أن ما يقال غير صحيح، وعلينا أن نتنبه لما يجري في هذا الملف لأنه من دون تعيين مجلس إدارة لكهرباء لبنان وهيئة ناظمة واحترام قانون المحاسبة العمومية وقانون الشراكة بين القطاع العام والخاص وفي غياب المعايير الأربعة هذه لا نعرف ما الذي يمكن أن يرعى عملية تلزيم كهرباء لبنان، ولذلك نحن نتخوف من الذي حصل ونتمنى أن يصار إلى تصحيح الأمر في مجلس النواب يوم الأربعاء المقبل خلال الجلسة التشريعية”.