بارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي متحف الاستقلال الذي سيفتتحه حزب “الكتائب اللبنانية” السبت.
وكان وصل البطريرك الراعي الى المتحف يرافقه المطران أنطوان نبيل عنداري، وكان في استقباله رئيس الجمهورية الشابق أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس، رئيس “الكتائب” النائب سامي الجميل والنائبان فريد هيكل الخازن والياس حنكش ونواب رئيس حزب الكتائب جوزف ابو خليل، سليم الصايغ، امين عام الحزب نزار نجاريان وأعضاء المكتب السياسي، السيدة باتريسيا بيار الجميل، عائلة النائب الشهيد أنطوان غانم توفيق أنطوان غانم وريمون غانم، وعدد من عائلات الشهداء.
ولدى وصوله قطع البطريرك الشريط مع الرئيس أمين الجميل ودخل إلى قاعة الشهيد حيث دونت كل أسماء الشهداء على الحائط فدقيقة خشوع وإضاءة الشعلة، فبركة البطريركية للمتحف بعدها دون البطريرك كلمة على السجل الذهبي.
وقال الجميّل: “اليوم، الطرقات مفتوحة ووسائل التواصل لا تعد ولا تحصى ولكل طرف مقعد في الحكومة أو في مجلس النواب، ومع ذلك لا تلاقي ولا تواصل ولا عمل دؤوب لإعلاء مصلحة الوطن، بل عناد وكيدية وفدان كامل للشفافية والحوكمة الرشيدة وأصولها ومؤسساتها، واستبدال الحكمة بالتهور ودوران في حال من الفراغ، الفراغ السياسي والفكري والثقافي والتربوي والنضالي والاجتماعي. أين مدارسنا وأين جامعاتنا وأين أحزابنا وأين حركاتنا الطلابية والنقابية؟ أين لبنان الحيوية والدينامية، أين أفكارنا وبرامجنا؟ لماذا تقزيم هذا الوطن وهو الكبير بدوره ورسالته؟ أين لبنان الفكرة ولبنان تجربة الاختلاط والتنوع والتعددية؟ أين لبنان الرسالة؟ لقد حولنا هذه الفكرة إلى مجرد متخيّل يعكس حلماً أكثر مما يعكس واقعاً معاشاً. وتحذيرنا اليوم هو من مغبة التطبيع مع الوضع الراهن وخطورة الاستسلام إليه”.
وأضاف: “بافتتاح هذا الصرح، أرادت الكتائب، بقيادتها الشابة أن تعرّف أجيالاً من الشباب اللبناني على لبناننا الذي لم يكتب لهم أن يعاصروه. أرادت الكتائب أن تذكر من عاصره بالكنز الذي كان بين أيدينا والذي نخشى عليه الآن. أرادت الكتائب التذكير بأنه من المعيب على اللبنانيين الذين “ملئوا الدنيا وشغلوا الناس” وحازوا عبر تاريخهم على شرف النضال من أجل الحرية والديمقراطية والسيادة والاستقلال، أن يفشلوا في حاضرهم بحيازة شرف ممارسة الحرية والديمقراطية والتمسك بالسيادة والاستقلال. بهذا الزمن الصعب، أتوجّه الى رئيس الكتائب المقدام، الشيخ سامي الجميّل، وأشدّ على يده، وأذكّره بقول علي بن أبي طالب: “لا تستوحش طريقَ الحق، من قلّة السائرين فيه”.
من جهته، قال الراعي: “هذا المتحف فكرة رائعة منكم لأنه امثولة للتاريخ ليتعلم أجيالنا تاريخنا وبداياتنا ومعنى حضورنا، وكل قيمة لبنان لا يمكن أن ننساها ولا يمكن ان نهدرها فهي صاحبة رسالة عظيمة لهذا الشرق وللغرب”.
وأكد أن “لبنان هو رسالة والاستقلال بني على الوفاق الوطني فلا انفصال بينهما”، مشيرا الى أن “الحقيقة نسيت اليوم لأننا نعاني من ولاءات وانتماءات من أجل بلدان أخرى ولهذا تناضل الكتائب واختارت الخط ولو كان على حسابها لأن الشهيد ضحى بنفسه ولا بد من التضحية من اجل الحقيقة الثابتة”، مشددا على أن “علينا المحافظة على المواطنة السياسية لا المذهبية كي لا نضيع قيمة الوطن الحبيب.
وأضاف: “هذا المتحف جاء ليذكّرنا بكل هذا، إن الشهداء الذين سقطوا حتى آخر واحد منكم وأنتم اعطيتكم من بيتكم ودمكم ولحمكم لا نستطيع الا ان نخشع لجميع الشهداء، خصوصا الرئيس بشير بيار الجميّل وليس صدفة وربما هذا ما أرادوه ان يكون استشهاد الشهيد بيار امين الجميّل يوم عيد الاستقلال”.
وختم الراعي: “أمر محزن صحيح لكنه يحمل الدلالات الكثيرة وهذا ما جعلكم تشددون العزيمة فمن اجل لبنان وكرامته وعزته واصلوا الطريق، فالمتحف يشجع كل أجيالنا لمواصلة الطريق لأننا نحتاج إلى أشخاص محبين ليبقى لبنان”.