رأى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن “التطرف، إن كان إسلاميا أو مسيحيا، فإنه لا يبني لا بلدا ولا وطنا، بل يخلّف حقدا وكرها وعنصرية. الاعتدال يؤسس للحوار والمحبة والمودة والتقارب، ونحن في بلد، إذا عدنا إلى خمسين سنة إلى الوراء، والآن عادت هذه العادات تتجدد، في رمضان، المسلم يفطر عند المسيحي، وفي عيد الميلاد يعايد المسلم المسيحي”، مشيرا إلى أن “هذا هو لبنان الذي نريد”.
كلامه جاء خلال لقائه مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في دارته، في حضور المطارنة جورج أبو جودة، أدوار ضاهر وجوزيف نافع والشخصيات وفعاليات المدينة.
وقال الحريري: “لا شك أن طرابلس مرت في مرحلة صعبة، والاعتدال نفسه مر بمراحل صعبة، فكان الناس يتجهون إلى اهتمامات غربية، ولو دخل لبنان في هذا النفق لكان مصيرنا كمصير الدول المجاورة. وصحيح أني وقفت مواقف صعبة، وخسرت في أماكن ما، لكني ما أقوله إن سماحة المفتي الشعار كان أيضا من الرجال الذين خسروا في مكان ما لأنهم وقفوا في وجه التطرف والتعنت”.
وأكد أن “الوقت الآن للبناء والعمل، أبعدنا فيها الخلافات السياسية في طرابلس وكل لبنان، ومن هنا فإن بلدنا مقبل بإذن الله على مرحلة جديدة، مليئة بالانفتاح والنمو الاقتصادي، وبتنا نعرف ما الذي يجب أن نقوم به، ومتأكدين من أن الوحدة الوطنية، مع بعض مشاكلها والخلافات الإقليمية، هي الأساس في استقرار وأمن البلد”.
وأضاف: “أنا واثق بإذن الله أننا نسير على الطريق الصحيح، والعقبات صعبة، لكن كلما كنا يدا واحدة وصفا واحدا، تمكنا من تخطي هذه العقبات بسهولة أكبر. من هنا علينا جميعا رص الصفوف لمواجهة كل المصاعب السياسية والاقتصادية وأمنية أو غيرها”.
ثم زار الحريري النائب السابق مصطفى علوش في دارته، حيث استقبله بحضور حشد من فعاليات المدينة والقطاع الطبي.
وخلال اللقاء، قال علوش: “أكثر من أي موقف سياسي، ما حصل عليه الرئيس الحريري هو محبة الناس. واليوم، الفكرة الوحيدة التي تستطيع أن تنهض بالبلد وتنتقل به من مرحلة الاهتزاز السياسي المحلي والإقليمي والعبور به بشكل مقبول وبأقل ضرر ممكن، هي الفكرة التي ورثها الرئيس سعد الحريري عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وأردف: “نحن متطرفون لكل ما مثله رفيق الحريري في حياته، وما يمثله الآن الرئيس سعد الحريري، والخيارات التي اتخذها كانت دائما أهون الشرور، وهي ليست تراجعا ولا تنازلا، بل إنه فضل الذهاب إلى منطق الدولة والعدالة والترفع عن التناحر والخطابات النارية التي لا طائل منها”.
من جهته، رد الرئيس الحريري فوصف علوش برفيق الدرب في المعترك السياسي من أجل استكمال مسيرة الإنماء والإعمار والعلم والتعليم والانفتاح والحوار، التي بدأها الرئيس الشهيد، وقال: “نحن مقبلون على الانتخابات الفرعية يوم الأحد إن شاء الله، والمرشحة ديما جمالي تمثلنا، وهي من الأشخاص التي كانت لها بصمات عدة في حياتها العملية، سواء في الجامعة الأميركية ببيروت أو في طرابلس، ونحن بحاجة إليها في مجلس النواب، من أجل العمل على تحديث قوانيننا القديمة وتطوير أنفسنا وإيجاد طرق حديثة لإدارة الدولة”.
وأضاف: “نحن نعمل اليوم على إعداد موازنة تقشفية لكي نخرج البلد من أزمته الاقتصادية، لكني أود أن أؤكد أن المواطن اللبناني لن يدفع ثمن ذلك. ونحن لسنا بوارد إضافة ضرائب في الموازنة، بل هناك مكامن هدر في الدولة لا بد من إيقافها”.
ثم زار الرئيس الحريري، ترافقه المرشحة ديما جمالي، السيد معن كرامي في دارته، بحضور أفراد العائلة وعدد من الأصدقاء والشخصيات، وجرى خلال اللقاء تبادل أحاديث عن الوضع العام في البلاد وشؤون ومطالب طرابلس وأهمية الانتخابات الفرعية يوم الأحد المقبل.