كتب النائب السابق جواد بولس:
بمناسبة 13 نيسان
لنتخيل ماذا كان يمكن للبنان أن يكون لو لم تكن الحرب.
نظام شراكة ليبرالي عرف كيف يكيّف حقيقةً حتمية؛ الطائفية في هذا المشرق.
نظامٌ، في مأسسته لأدوار الجماعات الطائفية، كان استطاع في الآن عينه الحفاظ على حيّزٍ من الحرية لكل جماعة دون ان يضحي بأي أسس تمسّ حرية الأفراد، كل الأفراد.
نموذج ديمقراطي حقّ بما أنه كان قادراً على جعل الأغلبية تحكم، والأقليات محمية من بطش الأغلبية إن حكمت، وجعل التداول السياسي أمراً قابلاً للتنفيذ عندما تتبدل تطلعات الناخبين فتتبدل معها التوازنات السياسية.
باختصار، كان ليكون كابوساً للأنظمة التيوقراطية أو العسكرية أو البوليسية أو تلك التي تعتمد الفصل العنصري من نظم اختبرناها بل لا زلنا نعاني منها في المشرق.
لو لم تكن الحرب
لو وعى اللبنانيون أهمية النظام اللبناني كما أبصره الآباء المؤسسون عوضاً عن إبخاسه حقّه
لو فهموا أهمية رابط العيش المشترك
لو فهموا ضرورة احترام النظم والمؤسسات الدستورية
لو قبل المسلمون أن لا يكون التغيير إلا عبر آليات الدستور وليس بواسطة السلاح خاصة سلاح الغريب
لو فهم قادة الجيش أن دورهم كان يقتصر على الخضوع حكماً للشرعية السياسية وأنهم ما كان لهم لا ولايةً ولا حق أن يكونوا هم الشرعية
لو فهم المسيحيون بشكل أفضل كيف يحكمون الدولة ويتحكمون بطموحاتهم الرئاسية
لو أولى المثقفون والرأسماليون أهمية أكبر للعدالة الاجتماعية عوضاً عن انخراطهم في التنظير لأيديولوجيات بادت
لو أدرك الفلسطينيون أن لبنان كان كنموذج ناجح أكثر أهميةً لهم من العرقوب أو من إقامتهم فتح لاند انطلاقاً من جنوبه
أين كنا أصبحنا؟
كنا أصبحنا دولة يسمّيها العالم كنموذجٍ للحكم في الشرق، إذا ما تم الاستئثار به في سوريا والعراق وفلسطين/اسرائيل ومصر وإيران كان ليسمح باختزال سنوات الديكتاتوريات والقمع وتناسل الحروب..
تخيلوا أن العربي يقول لليهودي في إسرائيل: لننظّم عيشنا المشترك بحسب النموذج اللبناني بدل نموذجكم العنصري
تخيلوا أن الطوائف في سوريا تتنادى وتقول: لنظم عيشنا المشترك بحسب النموذج اللبناني بدل النموذج المخابراتي والبوليسي
تخيلوا أن الطوائف والعرقيات في العراق تبادلوا القول: لننظم عيشنا المشترك بحسب النموذج اللبناني بدلا من نموذج الطغيان
تخيلوا إن كان نموذجنا الناجح موضع درس في الغرب اليوم حيث تصعد الفاشيات.
تخيلوا
هل نتفاجأ إذاً حين توسّل الأسد وإسرائيل وصدّام وعبد الناصر والقذافي وعرفات، وغيرهم، كلهم، هدم هذا النموذج الذي يمثل وحده خيارا ديمقراطيا لبلادهم؟
كل الأسف ان اللبنانيين قد ساعدوهم !