كتبت جنى جبور في صحيفة “الجمهورية”:
مقالات خاصة وداعاً لـ«الوجبة» المتحرّكة… الطقم الثابت لتعويض الأسنان توسيع مجاري الجيوب الأنفية.. البالون بدل الجراحة لِخفض الضغط المرتفع بِلا دواء المزيدللتطور التكنولوجي في المجال الطبي، فوائد متعددة وليس فقط من خلال النتائج العلاجية التي يقدّمها، بل من خلال التخفيف عن المريض إن كان من خلال الاجراءات الحديثة التي لا تجبره على الدخول الى غرفة العملية، أو من خلال الشفاء السريع بعد العلاج. فما هي احدث العلاجات الموجودة في لبنان، في جراحة الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة؟
وفرّت الابتكارات الحديثة التي يواكبها الطب في جميع مجالاته، إمكانية وضع المريض أمام الخيارات العلاجية الأنسب له، لاسيما في جراحة الجيوب الانفية وقاع الجمجمة. وقد وصلت بعض هذه التقنيات الى لبنان وبدأ العمل بها، على أن يصل بعضها الآخر في الايام المقبلة.
في هذا السياق، أفاد لـ «الجمهورية» رئيس دائرة الأنف أذن الحنجرة وجراحة الرأس والعنق في الجامعة الأميركية في بيروت(AUB)، اختصاصي في امراض الجيوب الأنفية وجراحة قاعدة الجمجمة الدكتور سامر فخري، عن أبرز الاجراءات الحديثة المتوافرة حالياً، قائلاً: «يقلق كثير من الاشخاص، عند اضطرارهم للخضوع الى اي عملية جراحية، بسبب المدّة التي تستوجب مكوثهم في المستشفى والوقت الذي يحتاجونه بعدها للراحة والتعافي.
من هنا، اتجهت بعض العلاجات الى التخلّي عن الجراحة والتخدير الكلي واستبدالهما بأمور سريعة وتحقق النتيجة نفسها، وتسمح للمريض العودة الى عمله مثلاً في اليوم نفسه او في اليوم التالي. في هذا الصدد، بتنا نعالج بعض الحالات بطرق حديثة داخل عياداتنا وتحت التخدير الموضعي، لاسيما توسيع الجيوب الأنفية بالبالون، والتي قمنا به في الايام الاخيرة للمرة الاولى في لبنان.
وفي التفاصيل، نجحنا في توسيع مجاري الجيوب الأنفية دون شق الجراحي، من خلال تخدير المريض موضعياً في العيادة، واستبدلنا الحاجة الى فتح الجيوب الانفية واستخراج العظم والانسجة، ببالون صغير الحجم لفتح الجيوب الانفية والذي ساعدنا على التخلّص من الالتهابات والافرازات، ليغادر بعدها المريض.
وبالطبع، انّ هذا الاجراء يعود بسلسلة من الفوائد على المريض، أبرزها عدم الحاجة الى التخدير الكلي وفي وقت قد لا يتعدى النصف الساعة في العيادة، مع مدّة تعافٍ سريعة. والأهم في هذا التطور، أنّ هذه الطريقة تؤمّن النتيجة نفسها وحتّى افضل من الطريقة التقليدية، ومع مضاعفات وعوارض جانبية اقل».
«الواقع المعزز» عن بعد
في المقابل، يتوفر في لبنان ايضاً «الواقع المعزز» عن بعد(telemedicine augmented reality)، والذي يسمح للأطباء بامكانية التواصل بين بعضهم البعض من مستشفيات او حتّى بلدان مختلفة.
ويشرح د. فخري، أنّ «هذه المنصة، تسمح للطبيب الموجود داخل غرفة العمليات بالتفاعل مع طبيب آخر يمكن أن يكون موجوداً في اي بقعة من الارض. بشكل اوضح، يكون الطبيب الآخر موجود امام شاشة تسمح له بمراقبة بشكل دقيق سير العملية التي يجريها الجرّاح في غرفة العمليات، والتفاعل معه بالصوت والصورة، مع امكانية ترك ملاحظاته على الشاشة ليستعين بها الجراح. وهذه التقنية يمكن استعمالها خلال الجراحة التقليدية او المنظار».
تجميد العصب
من جهة أخرى، توجد تقنيات حديثة لم تصل بعد الى لبنان، وهي في طور البحث لايصالها الى وطننا بحسب د. فخري، الذي أشار الى أنّ «بعض الأشخاص يعانون من حساسية الانف ما يتطلب حاجتهم الدائمة الى استعمال رذاذ في انفهم، للحد من التحقين، وهذا ما يسبب لهم الازعاج.
ويتوفر اليوم علاج حديث، يرتكز على تجميد منطقة معينة داخل الانف في العيادة تحت تخدير موضعي بسيط جداً في الانف، فيتجمّد العصب المسؤول عن عوارض التحقين والافرازات لمدّة سنتين الى ثلاث أقله.
كما يتوفر علاج آخر مخصص للأشخاص الذين يعانون من فتحة انف صغيرة والتي تصعّب عليهم عملية التنفس. فبدل الخضوع الى عملية تجميل الانف، توفر الابتكارات الحديثة امكانية اخضاعهم الى زرع معين تحت التخدير الموضعي في العيادة، والتي يسمح بفتح أنف المريض وبالتالي تنفسه بطريقة افضل».