كتبت جنى جبور في صحيفة “الجمهورية”:
مقالات خاصة وداعاً لـ«الوجبة» المتحرّكة… الطقم الثابت لتعويض الأسنان توسيع مجاري الجيوب الأنفية.. البالون بدل الجراحة لِخفض الضغط المرتفع بِلا دواء المزيدتُعتبر الأسنان مرآةً لوجهنا، ما يفسّر أهمية اهتمامنا بها للحفاظ عليها في فمِنا أطولَ فترة ممكنة. إلّا أنّ مع التقدم في العمر، تتعرض أعضاؤنا كافة للمشكلات الطبية المختلفة، بما في ذلك أسناننا ما يؤدي الى تسوّسها أو كسرها أو حتى فقدانها. وهنا يبدأ هَمّ طقم الأسنان المتحرك الذي يزعج كثيرين. فماذا عن الأطقام الثابتة؟
شمل التطور الحاصل في المجال الطبي، طب الاسنان، الامر الذي يعود بالفائدة على المرضى، لا سيما في ما يخص زرع أطقام الاسنان الثابتة التي تحسّن نوعية الحياة وتسهّلها، بالاضافة الى الفوائد الجمالية والنفسية.
وللتعرّف على هذه التقنية الحديثة، حاورت «الجمهورية» إختصاصية تجميل الأسنان والوجبات الثابتة والمتحرّكة الدكتور كارين حداد التي أكدّت أنه «كلما اعتنى الشخص بأسنانه إن كان من خلال تنظيفها جيدّاً أو المواظبة على زيارة الطبيب، كلما حافظ عليها أطول فترة ممكنة، وهذا ما يفسّر فقدان أشخاص في الـ40 من العمر أسنانهم، ومحافظة آخرين في الـ70 على بعضٍ منها. ولكن بالطبع، يوجد بعضُ الحالات التي تسرّع فقدانَ الأسنان، لا سيما عند المعاناة من مشكلات في العظم أو في الللثة».
الطقم الثابت… كالأسنان الطبيعية؟
كل سنّ موجودة في فمنا، مهمة وأساسية، وأفضل من كل التقنيات التقليدية والحديثة بما يخص زرع الأسنان، ولكن في مرحلة ما من حياتنا سنفقد أسناننا ونضطر الى استخدام الزرع أو أطقام الأسنان. وهذه المعلومة ليست بجديدة، ولكنّ الحديث في هذا الموضوع، هو وضع الطقم الثابت بدل المتحرك.
وعن هذه الخطوة تشير د. حداد الى أنّ «لا تخفى على أحد إيجابيات الطقم الثابت على المريض، ففعلياً يشعر المريض وكأنه ما زال محافظاً على أسنانه الطبيعية، ويبدو ذلك واضحاً من خلال قوة المضغ، وتحسين نوعية حياته، بالاضافة الى الشعور الإيجابي على نفسيّته خصوصاً أنّ أسنانه ثابتة ولا تتحرك في فمه عند التكلّم والأكل، ولا حاجة لإزالتها وتنظيفها.
أمّا تفاصيل الإجراء فتتمثل بتخدير المريض (التخدير العادي الذي يستعمله طبيب الأسنان بالإجراءات الأخرى)، والقيام بغرس الزرعة السِنّية وهي عبارة عن دعامة صناعية، تشبه في الشكل «البرغي» وتوضع في الفك العلوي (من 4 و5 و6) والسفلي (من 2 الى 4)، وتُصنع من التيتانيوم ومواد أخرى مناسبة وملائمة لطبيعة جسم الإنسان، وترتبط هذه الزرعات بعظم الفك لتصبح قاعدة ثابتة تحمل طقم الأسنان.
لا يتطلب هذا الإجراء الكثير من الوقت، بعدها على المريض الانتظار من 3 الى 6 أشهر حتى يتمكّن الفك من بناء العظم حول السن لتثبيت الطقم. توازياً نضع له وجبة موقتة، لتحسين شكل فمه. بعد هذه الفترة نضع الطقمَ الثابت، الذي لا يستطيع المريض إزالتُه أبداً، بل طبيبه فقط. كما يمكن خلال هذا الإجراء، إزالة سقف الحلق ما يحسّن وضع المريض الذي يعاني من ارتجاع المريء.
وتجدر الإشارة، الى أنّ ثمة حالات لدى مرضى السكري غير مرشحة لهذا الإجراء، خوفاً من الالتهابات لديهم، كذلك الذين يتناولون بعض أنواع الأدوية، والذين يعانون من مشكلات صحية تمنعهم الخضوع للجراحة، اضافةً الى الذين يفتقرون للعظام في فمهم وغير مستعدين لزرع العظم».
وداعاً للطقم التقليدي
ما زال الطقمُ الثابت إجراءً حديثاً غيرَ شائع بين الناس، رغم أنّ الجميع يفضله، إلّا أنّ المشكلة تكمن في تكلفته المرتفعة مقارنةً بالطقم التقليدي. وتلفت د. حداد الى أنّ «تلقائياً بتنا نقوم بزرعتين في الفك السفلي، دون وضع الطقم التقليدي. ولكنّ الزرعتين لا تعطينا طقماً ثابتاً 100 في المئة بل تؤمّن للمريض الراحة خلال تكلمه ومضغه للطعام، مع إمكانية إزالته.
كذلك، يستوجب الطقم الثابت اهتماماً جدّياً لاسيما أنه لا يمكن إزالته وإعادة تركيبه، ويحتّم المواظبة على زيارة الطبيب، والقيام بالصور اللازمة للتأكّد من الزرعات ووضع العظم»، ناصحةً بـ«ضرورة توجّه الجميع الى طبيب الأسنان كل 6 أشهر، وتنظيف الأسنان اقله مرتين يومياً لمدّة 4 دقائق، واستعمال الخيط خلال هذه العملية لما فيه من منافع وأهمية على صحة الأسنان».