أعلن نقيب الغواصين المحترفين في لبنان مدير معهد صيدون للغوص محمد السارجي في بيان، “اكتشاف بقايا 11 سفينة تعود للحقبة اليونانية (حوالى 300 قبل الميلاد) غارقة على مقربة من بعضها البعض جنوب مدينة صور وعلى عمق 35 مترا تحت سطح الماء.
ولفت السارجي، الذي ترأس فريق الغواصين المحترفين، وقاموا بالكشف والتوثيق على مدى ثلاثة أشهر لبقايا هذه السفن التي كانت تحتوي حمولتها على كميات كبيرة من الحجارة، الى انها “كانت على الارجح تشارك في حملة الاسكندر المقدوني الذي حاول جاهدا دخول واحتلال مدينة صور الجزيرة عام 322 قبل الميلاد، عبر بناء طريق تمتد من الشاطئ الى جدران المدينة الجزيرة، وهذه السفن كانت تنقل الحجارة المطلوبة لانشاء الطريق المطلوبة ولكنها ونظرا لثقل الحمولة لربما غرقت نتيجة أمواج بحرية عالية ورياح قوية”.
وقال: “المعروف بان الاسكندر المقدوني كان قد حاصر الجزيرة لشهور عدة محاولا اقتحامها بكل الطرق، ولكن من دون جدوى حتى قام اخيرا ببناء طريق من البر الى الجزيرة حيث وصلها من الجهة الجنوبية الشرقية وهدم جدرانها ودخلها ودمرها دمارا شاملا واخذ ابناءها اسرى”.
أضاف: “بعد المراجعة في البحث العلمي لعالم الاثار والاستاذ الجامعي الدكتور جعفر فضل الله الذي اشار الى أهمية الحدث واكتشافه ومن خلال معاينة بقايا الفخار المكسر وحجم انتشارها في قعر البحر، رجح بانها كانت على متن مجموعة من السفن اليونانية في طريقها الى مدينة صور حيث تعرضت الى كارثة طبيعية مناخية ادت الى انشطارها وغرقها بشكل سريع وتحطم كل موجوداتها، لا سيما الكمية الهائلة من الفخار الممتلئ بالنبيذ الذي كان في مخازنها أسفل السفن”.
وشدد على اهمية هذا الاكتشاف، مطالبا مديرية الاثار بدء العمل بعمليات التنقيب والتوثيق لبقايا هذه السفن لكشف ما ستعطينا من كنوز تعود لتلك الحقبة المهمة في تاريخ اعظم المدن الفينيقية صور”.