طالب وزير الخارجية جبران باسيل، خلال المنتدى العربي – الروسي للتعاون في دورته الخامسة في موسكو، بإعادة سوريا الى الجامعة العربية.
وقال باسيل: “في كُلِ مرةٍ نجتمع فيها، هناك كرسي شاغر يُنغّص جمعتنا العربية، فلا يجوز أن تبقى سوريا خارج الحضن العربي. أعيدوا سوريا الى الجامعة، ولنعمل معاً لإعادة النازحين الى سوريا، ولتكن الجامعة العربية أم الصبي والمبادر الأول لمعالجة المشاكل العربية ونطلب عندها مساعدة روسيا، ومن يريد مساعدتنا، على إيجاد الحلول وليس على خلق المشاكل”، مضيفاً “لتكن سوريا أول الحلول، ولنبدأ بعلاج الجرح السوري وختمه نهائياً لأن لائحة مشاكلنا طويلة وصعبة، فليبيا واليمن تنتظراننا وعلينا المبادرة، وفلسطين على شفير الضياع وعلينا المبادرة، والسودان والجزائر ليسا بأفضل الأحوال”.
وتابع باسيل “شعوبنا العربية تعول علينا وتنتظر أن تلعب الجامعة العربية دوراً أساسياً في جمع الصف العربي وحل مشاكلنا الكثيرة. فلنبرهن عن الرشد العربي، الذي به نقيم تفاهماتنا الإستراتيجية مع أصدقائنا وعلى رأسهم روسيا، عوض أن نعيش القصور العربي الذي يظهر تبعيتنا لأصدقائنا أو أعدائنا.”
وأردف “اليوم الأزمة السورية على شفير الإنتهاء، ونحن مع المصالحة بين المكونات السورية، ومع وضع لجنة لتعديل الدستور، ومع الحل السياسي الذي سيوافق عليه ويختاره السوريون، ومع الإنتخابات الديموقراطية، ومع إعادة الإعمار ومع عودة النازحين السوريين، من دون ربطها بأي شرط سوى الأمن والكرامة”، وقال: “لا أريد تكرار ما تحمل لبنان من تبعاتٍ للأزمةِ السورية، ولكن أريد أن ننحاز هنا في روسيا لمصلحة لبنان ونؤيد المبادرة الروسية لعودة النازحين، بدلاً من الإكتفاء بشكر لبنان على إستضافته لهم. فلبنان لم يعد يحتمل، وهو بحاجة لأفعال قبل الأقوال والأموال؛ والى حل مستدام وليس مساعدات دائمة”.
وتابع “هناك مسؤولية عربية ودولية تجاه لبنان اليوم وليست مسؤولية روسيا وحدها مساعدته على تحقيق العودة. وهو يناشدكم لمساعدته، فلا حل بمعزل عن الحضن العربي”.
وأضاف باسيل “ما أْحْوجنا اليوم الى التوازنِ في العلاقاتِ الدوليةِ، في هذا الزمنِ الذي تَمنَحُ فيهِ دولةٍّ ما أرضاً تخُصُ دولةٍ الى دولةٍ أُخرى، اليوم لم يعد مقبولاً هذا التمادي في إهدارِ الحقوقِ العربيةِ تمهيداً للإعلانِ عن صفقة العصر، التي إنتظرناها حلاً وتمنيناها أُفقاً جديداً للأجيال الجديدة لتعيشَ بأمنٍ وسلام، فوجدناها سلسلةً تُلَفُ حولَ عُنُقِ القضيةِ لِخَنْقِها، فتضيعُ معها القدسُ والجولانُ وشِبعا وتنتهي القضية. لا يجوز أن نُخطِىءَ في العدو ولا أن نُضيعَ البوصلةَ، فالعدُو هو إسرائيل والبوصلة هي فلسطين، وكل ما يُشتت من تركيزنا عن هَدفِ إعادةِ حُقوق الشعبِ الفلسطيني هو إِلهاءٌ لنا عن مصالِحِنا ومصالح شعوبنا”.
وأكد باسيل “نحن على ثوابتنا باقون، فلسطين عربية، وعاصمتها مدينة القدس، والجولان سوري، وسكانه عرب سوريون، وشبعا لُبنانية وصكوكِها عائِدَةٌ لنا، كما كرامَتنا لا يأخذُها أحدٌ منا”.
ولفت الى ان “أحد أهم أوجهِ التعاونِ العربي- الروسي هو المجال السياسي، لإعادة التوازن الى مِنطَقَتِنا في وقتٍ دفعت فيه ثمن الأحادية وغيابِ مرجعيات القانونِ والعدالةِ والسلام”، مشيراً الى ان “تعزيزِ تعاونِنا العربي- الروسي ليس مُوجهاً ضِدَ أحدٍ ولا يجِبَ أن يُقلِقَ أحدا، لأنَ الهَدَفَ الأساس من وراءِ هذا الإجتماعِ هو التنسيق والتعاون وإيجادِ الُسبُلَ الى حياةٍ أفضل في منطقتنا العربية”.