شكلت فرعية طرابلس فرصة استثانية للشارع السني، لتتوحد قياداته بعيدا من الانقسامات والمناكفات السياسية التي طبعت المرحلة الماضية، فكان اللقاء المصالحة بين رئيس الحكومة سعد الحريري واللواء أشرف ريفي، واعلان الاخير دعم ترشيح ديما جمالي، التي حظيت كذلك بدعم الوزير السابق محمد الصفدي ورئيس كتلة “الوسط المستقل” الرئيس نجيب ميقاتي” رأس حربة الدفاع عن موقع رئاسة الحكومة. لكن ماذا بعد؟ سؤال يطرح بعد مرور قطوع الانتخابات، خصوصا وأن النتائج لم تأت وفقا لما يشتهيه أقطاب الشارع الطرابلسي. فهل ستزعزع النتيجة هذا التقارب؟ أم أن مفعوله انتهى أصلا مع اقفال صناديق الاقتراع؟ أم أن الرباعي سيبقى داعما للرئيس الحريري في كل معاركه السياسية والاقتصادية في مجلس النواب والحكومة وحتى في الشارع؟
مستشار الرئيس ميقاتي خلدون الشريف أشار عبر “المركزية” الى أننا “حريصون جدا على العلاقة مع الرئيس الحريري وتيار “المستقبل”، وهي تقوم على ركنين أساسيين: حماية الدستور والطائف ومقام رئاسة الحكومة من جهة، والتزام الحكومة تنفيذ مشاريع انمائية في طرابلس والشمال بكامله من جهة أخرى”، مضيفا أن “على هذا الاساس تحالفنا في الانتخابات وطالما ان الالتزام بهاتين النقطتين قائم، فالتلاقي موجود ومستمر، ولكن ذلك لا يعني أن هناك ذوبانا بين كتلتي “الوسط المستقل” و”المستقبل”.
ودعا الى الخروج من الشعارات الكبرى وتأمين فرص عمل للمواطنين، فالكلام عن نزع سلاح “حزب الله” قائم منذ العام 2005 ولكن من دون نتيجة، فلماذا نبقى نردده فيما المواطن يئن تحت وطأة الاوضاع المعيشية والاقتصادية؟”، مشيرا الى أن “الانتخابات الفرعية أكدت أن الشعارات السياسية لم تعد تقنع المواطنين، بعد أن أثبتت الممارسة فراغها من مضمونها”.
وأوضح عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش عبر “المركزية” أن “مصير التحالف الانتخابي هو العمل المشترك على المستويين التشريعي والسياسي المحلي لتأمين أقصى قدر من التضامن خدمة لمصالح أبناء المدينة وتحسين الاقتصاد والبنية التحتية”.
وقال “المزايدات على بعضنا البعض لم تفلح ولم تخدم أبناء المدينة، لذلك ارتأينا أن مصلحة المواطنين تقتضي تلاقينا، على رغم الاختلافات على بعض التفاصيل السياسية”.
وحول نتائج الانتخابات واذا ما كانت تعكس موقفا سلبيا للشارع الطرابلسي من هذا التحالف، قال “النتيجة لا علاقة لها بالتحالف، بل بمسائل أخرى نعكف على دراستها تمهيدا لمعالجتها”.
ولفت الى أن “الهدف ليس تذويب ميقاتي وريفي خلف الرئيس الحريري، بل تأمين القدر الاعلى من التضامن من أجل تحقيق المصلحة الوطنية”.
ولفت الى أن “الخيارات السيادية التي ينادي بها اللواء ريفي، تشكل جزءا من خطاب الرئيس الحريري، ولكن في الوقت نفسه، يحاول الحريري من موقعه كرئيس حكومة لكل لبنان التوفيق بين الخطاب السيادي والقضايا اليومية التي تتطلب تواصلا مع الجميع”.
أما مستشار اللواء أشرف ريفي أسعد بشارة فأوضح عبر “المركزية” أن “المصالحة مع الرئيس الحريري، في جزء منها هي تقاطع على العديد من القضايا المشتركة، ولا شيء يمنع التمايز اذا اقتضت التطورات ذلك، ولكن الاكيد أنه لن يصل الى خلاف سياسي”، مضيفا “في النقاط التي نختلف حولها سنتمايز عن بعضنا لكن من دون خلاف. اما في النقاط التي نتلاقى حولها فسنكون يدا بيد في خدمة الطرابلسيين”.
وقال “في الوقت الذي يتصرف الرئيس الحريري في براغماتية انطلاقا من موقعه كرئيس للحكومة، يحافظ اللواء ريفي على المواقف التي تتناسب مع قناعاته في القضايا السيادية والاقتصادية اليومية”.
ولفت الى أن “ريفي ضحى بموقع نيابي كان على الارجح سيؤول اليه لو خاض المعركة ولكنه اعتبر أن المصالحة أهم ، أما ما بعد المصالحة فالعلاقة تتجه نحو تعاون بنّاء واعادة بناء الثقة من دون أي مكاسب شخصية، فوضع البلد والبيئة والطائفة لم يعد يحتمل”.
واعتبر أن “نسبة الاقتراع المنخفضة شكلت رسالة اعتراضية من أهل طرابلس، على كل طرف أن يدرسها بشكل جيد ويراجع حساباته”.